الشخصية التي غيّرت لعقود المشهد السياسي في لبنان والمنطقة لن يرضخ الحزب لسيطرة العدو الصهيوني وسيواصل رفاقه ومناصريه المقاومة، رغم كل الاعتداءات المتواصلة بالقنابل وعن السلاح الجوي،والتي راح ضحيتها الكثير من قادة حزب الله. ففي ضربة إسرائيلية ضخمة استهدفت قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، قُتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الشخصية التي غيّرت لعقود المشهد السياسي في لبنان والمنطقة بأسرها. عملية الاغتيال لم توقف عمليات القصف في لبنان ولا إطلاق الصواريخ اتجاه الشمال الإسرائيلي من لبنان. لكن السؤال الذي بات يفرض نفسه الآن: "ماذا بعد؟" مقتل نصر الله يمثل حدثا مفصليا يثير تساؤلات جديّة حول مستقبل حزب الله، ويترك فراغا كبيرا في لبنان والمنطقة، فضلا عن تساؤلات متعلقة باستمرارية مشروعه في "مواجهة إسرائيل"، فكل الأنظار تتجه نحو كيفية تعامل الحزب مع هذا التحول التاريخي. يُصنَّف حزب الله، الذي يحظى بدعم وتمويل من إيران، "منظمة إرهابية" في دول غربية عدة، بما في ذلك الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة، وكذلك بعض الدول العربية. بينما تعتبر الحكومة اللبنانية حزب الله "مجموعة مقاومة شرعية" ضد إسرائيل ولها كتلة برلمانية في مجلس النواب اللبناني. هذا وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنه "يعمل على إضعاف جماعة حزب الله، حتى بعد اغتيال زعيمها حسن نصر الله، وغيره من كبار القادة". كما أعلن الجيش الإسرئيلي أن "طائراته أسقطت أكثر من 3,500 من الذخائر على مواقع حزب الله في الأسبوع الماضي، ما أدى إلى تدمير العديد من قدراته الصاروخية ومايملكه من قذائف وطائرات بدون طيار، إلى جانب استهداف مواقع الاستخبارات". وأضاف الجيش إن هناك المزيد من العمل الذي يجب القيام به"ضد حزب الله"، وهناك المزيد من "المراحل والقدرات" التي يمكن استخدامها ضد الحزب. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن الضربات التي تستهدف كبار مسؤولي حزب الله وقدرات الحزب وشحنات الأسلحة سوف تستمر. وقال فرض الجيش الإسرائيلي "حصارا عسكريا" على لبنان، ومنع تهريب الأسلحة إلى البلاد من إيران، سواء من خلال المعابر البرية مع سوريا أو عبر مطار بيروت الدولي. أمام هذا الحدث الجلل،أعلن حزب الله اللبناني مقتل أمينه العام حسن نصر الله،في الغارات الإسرائيلية التي ضربت الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانيةبيروت، أول أمس، ليصبح بذلك هرم القيادة في الحزب قد اغُتيل خلال الأشهر الماضية، كما أنه الأمين العام الثاني للحزب الذي اغتاله إسرائيل منذ نشأته. وبدأت مسيرة حزب الله عام 1985، عندما أعلن رجل الدين الشيعي صبحي الطفيلي،تأسيس الحزب بدعم من الثورة الإيرانية التي قادها الإمام الخميني وسيطرت على إيران وأنهت حكم الشاه. خالد محمودي