أكد الخبير الطاقوي أحمد طرطار، أن الشروع في تسليم أولى شحنات الغاز الطبيعي الجزائري لجمهورية التشيك، بعد عامين من المفاوضات، دليل على القدرة التفاوضية المميزة لسوناطراك وموثوقيتها لدى شركائها. اعتبر الخبير طرطار في تصريح ل"المساء"، أمس، أن شروع "سوناطراك" في توريد الغاز الطبيعي إلى جمهورية التشيك بعد مفاوضات بين سوناطراك وشركة "شاز" التشيكية، دلالة واضحة بأن الجزائر تملك قدرات هامة من الطاقات الاحفورية، تسعى إلى تسويقها وترويجها وإيجاد منافذ توزيع جديدة لها في عدة مناطق من العالم، موضحا بأن سوناطراك بفضل قدراتها التفاوضية العالية، استطاعت استقطاب الشريك التشيكي، بعد أن استقطبت سابقا السوق السلوفينية عبر شريكها الايطالي، وهو ما يسمح لها، بتمديد أدائها في منطقة أوروبا الجنوبية الشرقية، في انتظار أن يتوسع امتداد الجزائر الطاقوي في بلدان شمال أوروبا بفضل الممر الجنوبي للهيدروجين الأخضر الذي سيشمل إيطاليا والنمسا وألمانيا وحتى هولندا مستقبلا. وأبرز طرطار أن هذا الانفتاح على أسواق جديدة بعد العقد الجديد مع الشركة التشيكية، ينمّ عن قدرة سوناطراك على التفاوض وموثوقيتها بالنسبة للشركاء الأجانب، فضلا عن قدرتها على التموقع كبديل في ظل الإشكالات القائمة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا جراء الحرب في أوكرانيا، حيث بات بنظر اليوم إلى الغاز الجزائري كبديل متاح قادر على تغطية احتياجات الطرف الأوروبي، والفضل في ذلك يرجع، وفقا للخبير، إلى مجهودها الجبار واستثماراتها الكبيرة التي تظهر خصوصا في توفّر هياكل قاعدية لا بأس بها، لاسيما أنبوبي الغاز "ترانسميد" و"ميدغاز"، إضافة إلى وجود هياكل لنقل الغاز المسال إلى فرنسا ودول أخرى، بالإضافة الى استحداث أنبوب جديد للطاقات المتجدّدة يربط بين الجزائر وصقلية الايطالية لنقل الأمونيا والهيدروجين الأخضر، موازاة مع خط نقل الكهرباء نحو أوروبا. فوجود هذه الميزة المهمة للجزائر، أهّلها، حسب الخبير، للاضطلاع بدور مهم سيكون له انعكاس إيجابي بالنسبة للجزائر لتتحوّل إلى مموّن أساسي للسوق الأوروبية، لاسيما وأنها تحظى بالثقة المطلقة لدى زبائنها الأوروبيين. ولفت محدثنا من جانب آخر، إلى أهمية هذا التوسع والتنوّع في الشركاء.