أكد الخبير الطاقوي عبد الرحمان مبتول، أمس، أن الزيارة الرسمية التي قامت بها رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني إلى الجزائر، ساهمت في تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، وبشكل خاص في الجانب المتعلق بتصدير الغاز. أشار الخبير مبتول إلى أن توقيع "اتفاقيتين استراتيجيتين" حول إمدادات الطاقة والتحوّل الطاقوي وإزالة الكربون، ستسمحان بعد تنفيذهما بجعل سوناطراك واحدة من أهم الشركات الموردة للطاقة في السوق الأوروبية. وأوضح أن قطاع المحروقات يحتل مكانة مهمة في العلاقات الاقتصادية الجزائرية الإيطالية، خاصة بفضل الشراكة بين مجمّع سوناطراك ومجموعة الطاقة الإيطالية "إيني" المتواجدة في الجزائر منذ عام 1981، مذكرا أن البلدين مرتبطان بخط أنابيب لنقل الغاز يمر عبر تونس المعروف ب"ترانسميد" أو "أنريكو ماتي"، وأنه أصبح من الضروري تعزيزه عن طريق تجسيد مشروع "غالسي" المجمّد منذ عشر سنوات بسبب رفض منتخبين محليين في سردينيا الموافقة عليه، والذي قدرت تكلفته في 2012 ب3 ملايير دولار، وهي القيمة التي تكون قد تضاعفت في الوقت الراهن، لاسيما بعد إضافة عناصر جديدة في المشروع والمتعلقة بنقل الهيدروجين والأمونيا والكهرباء. للتذكير وقعت الجزائروإيطاليا، أول أمس، مذكرة تفاهم لتحديد التدابير الممكنة لتحسين قدرة الجزائر على تصدير الطاقة إلى أوروبا. وكشف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أن خط أنابيب "غالسي" سيضم الغاز والهيدروجين والأمونيا والكهرباء، وسيجعل من إيطاليا موزعة لصادرات الطاقة الجزائرية (الغاز والهيدروجين والكهرباء) لجميع أنحاء أوروبا. وقال الرئيس تبون، في ندوة صحفية عقدها مع رئيسة وزراء إيطالياجورجيا ميلوني، إن الأنبوب الذي سيربط بين الجزائر وسردينيا ستكون له مواصفات خاصة، ولن يكون مثل خط أنابيب ترانسميد الذي يربط حاليا الجزائربإيطاليا عبر تونس. وشدّد في السياق على أن "مدة تنفيذ خط أنابيب "غالسي" ستكون قصيرة"، تاركا تفاصيل المدة للتقنيين. وسيتم بموجب الاتفاقية الشروع في الدراسة ثم الإنجاز. ويتوقع الخبراء إمكانية نقل ما يعادل 2,5 مليون طن سنويا من الهيدروجين في الانبوب الجديد، وهو ما يجعله من أكبر مشاريع تصدير الهيدروجين عبر خطوط الأنابيب نحو أوروبا. وحسب مذكرة التفاهم الموقعة بين سوناطراك وإيني، فإن الجانبين سيعكفان على دراسة الفرص المتاحة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وغاز الميثان، وستحدّد مبادرات كفاءة الطاقة وتطوّرات الطاقة المتجددة ومشاريع الهيدروجين الأخضر ومشاريع احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، لدعم أمن الطاقة.وأعلنت سوناطراك في بيان لها أن مذكرة التفاهم تهدف الى تحديد أفضل الخيارات لزيادة صادرات الجزائر من الطاقة نحو أوروبا، عبر أربعة محاور هي "رفع قدرة نقل الغاز الحالية"، "مد خط أنابيب غاز جديد لنقل الغاز الطبيعي وكذا الهيدروجين والأمونيا الزرقاء والخضراء بالتناوب"، "مد كابل كهربائي بحري" و"رفع قدرة إسالة الغاز الطبيعي الحالية".