ودّعت، مساء أمس، الجزائر أسطورة كرة القدم الجزائرية وفارس الثورة الجزائرية، رشيد مخلوفي، في جنازة مهيبة بمقبرة العالية بالعاصمة، حضرها شخصيات سياسية ورياضية كبيرة، يتقدمهم الوزير الأول، نذير العرباوي، وأعضاء من الحكومة، بالإضافة إلى عائلة الفقيد وأصدقائه ورفاق دربه، وفي مقدمتهم لاعب منتخب الأفلان الآخر، محمد معوش، الذي يبقى مع دحمان دفنون آخر اللاعبين المتبقين من هذا المنتخب التاريخي. ووري الراحل رشيد مخلوفي الثرى، أمس، بمقبرة العالية في جنازة مهيبة بمراسيم شعبية ورسمية، تبرز الدور النضالي والتاريخي لأسطورة كرة القدم الجزائرية المتمردة وفارس الثورة التحريرية المجيدة، الذي رحل عن عمر ناهز 88 عاما، أول أمس، بفرنسا، بعد مسيرة كروية وكفاحية خالدة في تاريخ الجزائر، وباعتراف عالمي، حيث بات منتخب جبهة التحرير الوطني أيقونة للكفاح التحرّري عبر العالم وفكرة نضالية تدرّس للأجيال، ونعى وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أسطورة المنتخب الوطني ونادي سانت إيتيان الفرنسي، قائلا: "لقد كان من الثلة المباركة من المجاهدين الذين نالوا شرف المشاركة في صناعة الملحمة البطولية العظمى، ملحمة الاستقلال الوطني وصياغة تاريخ النضال والكفاح في سبيل الحرية واستعادة السيادة الوطنية". ويصنّف مخلوفي في خانة الموهبة الكروية الخالصة التي تنافس أساطير كرة القدم العالمية، حيث بدأ مسيرته الكروية من مسقط رأسه في سطيف قبل أن ينتقل إلى نادي سانت إيتيان الفرنسي الذي صنع معه مجدا كرويا خالدا، سمح له بالتواجد مع منتخب فرنسا للمشاركة في مونديال 1958، لكنّه رفض ذلك ولبّى نداء الجزائر والثورة التحريرية، ليلتحق مع رفاقه الآخرين بمنتخب الأفلان، الذي صال وجال بعدها في العالم للتعريف بالثورة الجزائرية المجيدة وأسهم في استقلال الجزائر. وبصم الأسطورة المتمردة على مسيرة كروية كلاعب وكمدرب خالدة مع المنتخب الوطني، حيث قاده إلى التتويج بذهبيتي ألعاب المتوسط عام 1975 والألعاب الإفريقية عام 1978، كما أسهم في المشاركة التاريخية ل«الخضر" في مونديال إسبانيا 1982 بتواجده ضمن الطاقم الفني. وخلّد محمد معوش رفيق درب مخلوفي ذكرى نجم الكرة الجزائرية الأسبق، وقال في تصريحات إعلامية بخصوصه: "مخلوفي أدى دورا كبيرا في التعريف بالجزائر والثورة التحريرية. لقد أسهم في ذلك بطريقة لعبه وموهبته الكروية"، مضيفا: "الحمد لله، لقد ترك مخلوفي صورا خالدة في تاريخ كفاح الجزائر ورصيدها الكروي، إلى جانب منتخب جبهة التحرير الوطني"، وختم: "لقد كنا 33 لاعبا، ولم يتبق إلاّ اثنين منا حاليا، أنا ودحمان دفنون".