دور نشر مصرية تنشر لكُتاب جزائريين، عرضت أعمالهم بالصالون الدولي للكتاب في الجزائر، بعضها معتاد على هذا التقليد، وبعضها الآخر يدخل هذه التجربة لأول مرة. "المساء" التقت بمديري دور نشر "العين" و"الربيع" و"صفصافة"، وتحدثت معهم عن احتضانهم لكتاب جزائريين، وكذا عن إصداراتهم الجديدة، فكان هذا الموضوع. فاطمة البودي (دار العين): نشر معتبر لمؤلفات الكُتاب الجزائريين قالت الأستاذة فاطمة البودي ل"المساء"، إن دار "العين" معتادة على نشر مؤلفات كُتاب جزائريين، بلغ عددهم الثلاثين، من بينهم مؤلفون نشرت أعمالهم هذه السنة، وهم أمين الزاوي عن رواية "منام القيلولة"، ومحمد ساري عن رواية "كعبة الشمال"، وهاجر قويدري عن عملها "خط الرمل"، كما سبق لها نشر كتب كل من فيصل الأحمر ولميس سعيدي والخير شوار واسماعيل يبرير وعبد الرزاق بوكبة وعادل صياد وعز الدين ميهوبي وغيرهم. واعتبرت الناشرة أن الكُّتاب الجزائريين يرغبون في النشر بدار "العين"، بغية وصول كتبهم إلى البلدان العربية، علاوة على الاستفادة من الترويج لها. أما عن الإصدارات الجديدة للكتاب العرب، فذكرت كتب "كليوباترا الكنعانية" لصبحي فحماوي و«ربع اللوز" لشيماء غنيم و«في قلبي رضا" لهالة فودة وغيرها. بالمقابل، أكدت فاطمة أنه لا يمكن الاستغناء عن وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بالكُتاب، إذ أنها من أوائل دور النشر التي استعملت "الفايسبوك" في بدايته، ما مكنها من التواصل مع مؤلفين من عدة دول. وتابعت أن القارئ المصري يهتم بالأدب الجزائري، القديم منه والحديث، كما أن تسويق الدار للكتاب الرقمي، ساهم أيضا في الترويج للكتب، خاصة وأنه يتخطى كل مشاكل الرقابة والجمارك، ويمكن قراءته في كل وقت وفي أي مكان، كما أنه أرخص من الكتاب الورقي، ولكن لهذا الأخير سحره الخاص. محمد بعلي (دار صفصافة): تجربة فريدة ومثمرة كشف مدير دار نشر "صفصافة"، الأستاذ محمد بعلي ل«المساء"، عن نفاذ كل نسخ المجموعة القصصية "مدار الكلب" للكاتب اسماعيل يبرير، مشيرا إلى أن التجربة الأولى لنشر مؤلف لكاتب جزائري، كانت مثمرة بالفعل، حتى بالنسبة للقارئ المصري ونظيره في مختلف الدول العربية، بحكم أن دار "صفصافة" تشارك في المعارض العربية للكتاب، كتقليد لها، مثل صالون الجزائر الذي قال عنه محمد، إنه يشهد إقبالا كبيرا من الجمهور، وتعاونا من إدارته وتسهيلات حكومية حوله. وتحدث محمد أيضا عن جديد الدار، خاصة المتعلق بالأدب الكوري، الذي يلقى رواجا في الدول العربية، وقد بلغ عدده 14 إصدارا جديدا، من بينه "الساحة" لتشوي إين هون، وكتب أخرى مثل كتاب "موسيقى العقل" للدكتور كارل مارسي، حول تناوم العقل البشري مع التكنولوجيا الحديثة وكيفية الاستفادة منها، والانعزال عنها في نفس الوقت، وأعمال أخرى في الفلسفة وأدب الطفل والاقتصاد والمعارف العامة وغيرها. وتحدث محمد عن عملية اختيار الأعمال الكورية، التي إما أن تتم بالتعاون مع مترجمين، أم من خلال ما يعرضه الوكلاء في العالم، وكذا مؤسسة الأدب والترجمة الكورية، علما أن هذه الروايات يتناول فيها مؤلفوها مواضيع إنسانية، مثل الفقر ووضع المرأة في مجتمع رجالي. كما أكد حرص الدار على أن تكون جميع كتبها رقمية، حتى تتوفر بشكل أوسع، رغم أن مبيعات الكتاب الورقي أكثر بكثير من الرقمي. أحمد سعيد عبد المنعم (منشورات الربيع): تجربة واحدة في انتظار المزيد تحدث الأستاذ أحمد سعيد عبد المنعم، مدير منشورات "الربيع" ل«المساء"، عن إصداره لمسرحية الكاتب الجزائري يوسف بعلوج، بعنوان "مظلة"، في انتظار أن يكون للدار تعاون مع كُتاب جزائريين آخرين. كما تطرق إلى مشروع الدار المتمثل في إصدار كتابات "عصر النهضة"، التي كُتبت خلال 150 سنة في العالم العربي، مثل كتب "الشعر الجاهلي" و«فلسفة ابن خلدون" و«مذكرات طه حسين"، وتهتم الدار أيضا بالأدب الإيراني، فنشرت للكاتب المعروف محمود دولت أبادي، رواية "طريق الذبح" وكذا رواية "المأساة الإيرانية"، لسيمين دانثور برواية وغيرهما، بالإضافة إلى نشرها للأدب الإفريقي بالنسبة للكتب المتحصلة على جوائز أو تلك التي وصلت إلى القوائم الطويلة والقصيرة لها، مثل "الباحثات عن الذهب" لسو نياثي، التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة دوبلن الأدبية عام 2019، وترشحت لجائزة الإنجاز الأدبي في زيمبابوي في نفس السنة. وأضاف أن الدار تنشر أيضا الأدب اللاتيني، كالمجموعة القصصية "المسافر التائه" لخوسي ماريا ميرينو، وكذا الأدب العربي المعاصر، كرواية "اسمي زيزفون" التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة بوكر للرواية العربية عام 2023، لصاحبتها سوسن جميل حسن، علاوة على نشرها لدراسات أدبية وفكرية متنوعة.