اتخذت كل من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا خطوتين هامتين في المجال الدفاعي من شأنهما إحداث تقارب بين البلدين وفتح آفاق واسعة للتعاون بين واشنطن وموسكو.ففي قرار مثير أعلنت الولاياتالمتحدة أول أمس تخليها عن نشر درع الدفاع الصاروخي في شرق أوروبا الذي كانت إدارة الرئيس السابق جورج بوش قد برمجت إقامته وتسبب في توتير العلاقات مع روسيا. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه "سيتم اتباع منهج جديد مبني على أنظمة مثبتة ويقدم دفاعات أعظم ضد تهديد الهجوم الصاروخي أكثر من برنامج الدفاع الصاروخي الأوروبي". وحذر الرئيس أوباما من أن برنامج الصواريخ الإيرانية العابرة للقارات لا يزال يشكل تهديدا كبيرا وقال "تركيزنا الواضح والمستمر كان على تهديد برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية وسيظل ذلك هو تركيزنا وأساس برنامجنا الذي نعلنه اليوم". وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جيوف موريل قد أكد أول أمس بأن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد قامت بتعديل كبير في الخطة التي وضعت في عهد جورج بوش لبناء مواقف للدفاع الصاروخي في شرق أوروبا وذلك وسط تتابع أنباء إلغاء هذه الخطة. ولم تتأخر روسيا في تجاوبها مع القرار الأمريكي بإعلانها تخليها عن نشر صواريخها في كالينغراد على بحر البلطيق وقال الرئيس الروسي أن بلاده مستعدة إلى المزيد من الحوارات مع واشنطن بعد إصدارها هذا القرار. من جهته وصف رئيس الوزراء الروسي فلادمير بوتن قرار الرئيس الأمريكي ب"الصائب والشجاع" وعبر عن آماله في أن يتبع القرار خطوات إيجابية أخرى من قبل واشنطن ربما في إشارة إلى مسألة انضمام جورجيا وأوكارنيا إلى حلف الناتو والذي يبقى الملف الشائك بين الطرفين. وفي ردود الفعل على هاذين القرارين رحبت غالبية العواصمالغربية بخطوة الولاياتالمتحدةوروسيا واعتبرتها مؤشرا إلى تقارب بين الجانبين. من جهته اقترح حلف الناتو ربط شبكته للدفاع الصاروخي بكل من شبكتي الصواريخ الأمريكية والروسية. وعبر اندرز فوغ راسموسن الأمين العام للحلف عن آماله في أن يقوم الناتو بمراجعة شاملة للتحديات الأمنية التي تواجه الجميع في القرن الحادي والعشرين.