فنان سطع نجمه في فضاء الأغنية الشعبية لأزيد من عشرين سنة، استطاع أن يحافظ على مكانته رغم الزخم الذي تعرفه الساحة الفنية، إنه المطرب مراد جعفري الذي استضافنا وحدثنا عن أمور عديدة تابعوها. - بين الأمس واليوم، كيف تقيّم مشوارك؟ * طريق الفن صعب، والأصعب منه المحافظة على المكانة التي وصلت إليها، وأنا كغيري من الفنانين لم أجد الطريق مفروشا بالورود بل اجتزت كغيري الأشواك وانتزعت النجومية بالمثابرة. - تلاحظ كثيرا ظهور أسماء واختفائها بعد فترة وجيزة، إلا أنك استطعت الحفاظ على بريقك؟ * الأمر بسيط جدا، فالفنان يجب أن يحقق المعادلة الصعبة، وهي الجدية والجاذبية، والمقصود بذلك هو الالتزام بالمواعيد واحترام الغير وتقديم أحسن الأعمال. - باعتبارك أحد أهم مطربي الغناء الشعبي، كيف تقيّم واقع الفن الشعبي من حيث المكانة والمستوى؟ * الأغنية الشعبية كانت ومازالت بمؤسسيها وروادها ونجومها الذين سطعو في سمائها، وحتى الذين لم تظهر نجوميتهم بعد في الطليعة، وذلك من خلال الموروث الغزير الذي خلفه هؤلاء العمالقة الذين سجلوا أسماءهم بحروف من ذهب فمادام اللحن والقصيدة يؤخذان من عمق الأصالة لا خوف على الفن. - أكثرت في الآونة الأخيرة من أداء الطقطوقات أو ما يعرف بالنيو شعبي، ما السر علما أنك تسير على وتيرة كمال مسعودي رحمه الله؟ * ليس هناك فرق بين النيو شعبي الذي عرف بأدائه كمال مسعودي مطلع التسعينيات والشعبي العصري الذي عرف به الهاشمي ?روابي، واللذين كانت لهما نفس المواضيع، إلا أن الحقبة الزمنية تختلف من سنوات التلاثينيات إلى التسعينيات، إلا أن الآلات الموسيقية للطابع الشعبي بقيت نفسها وذلك للحفاظ على الريتم الموسيقي للطابع الشعبي فأنا من عشاق هذا النوع، كما أنه استقطب جمهورا عريضا. - لو اقترح عليك عمل فني من بين الفنانين أو الفنانات من ستختار لعمل ديو؟ * سبق لي وأن تعاملت مع أسماء جرمون من خلال شريط الحنة، وهو تقدام أجريته معها في ديو، وذلك السنة الماضية، ولقد أحرز نجاحا وإقبالا كبيرين، وأنا بصدد التحضير لعمل مشترك آخر مع أسماء جرمون في الأيام القادمة. - ماهو جديدك الفني لهذا الموسم؟ * أنا بصدد إعادة تسجيل شريط بابا الغالي الذي انطلقت به وأحرز نجاحا كبيرا، وذلك طلبا من جمهوري الذي افتقد الشريط من السوق، وقبل هذا وذاك أنا من الفنانين الذين يعطون الوقت الكافي لانتشار أشرطتي وأعمالي بالسوق، فمثلا الشريط الذي أصدرته سنة 2003 مازال مطلوبا بكثرة وكل من يسمعه يحسبه عملا جديدا. - كلمات أغانيك قوية وبسيطة وساحرة يراها الجمهور أنها وراء نجاحك الباهر وتألقك، فهل هي من تأليفك أم أشعار تقدم إليك؟ * في أغلب أعمالي أنا صاحب الأشعار كأغنية "يابابا الغالي" التي انطلقت بها خلال مشواري الفني، فهي من تأليفي رغم بساطة الكلمات، إلا أن الإحساس العميق والقوي للقصيدة صنع النجاح، فراجت بينا محبّي الفن الشعبي وأبهرت من سبقوني في الميدان. - سمعنا أنك تعرضت لحادث السنة الماضية، ولحسن الحظ جاءت العواقب سليمة؟ * نعم لحسن الحظ الإصابة كانت خفيفة، فيومها كنت مدعوا في حصة إذاعية، وكنت في طريقي إليها، وعندما رن الهاتف توقفت لأرد فتفاجأت بأحدهم يصدمني من الخلف. - ماذا تقول لهؤلاء؟ * الرد كان على المباشر من الشاعرة فايزة مليكشي التي أحييها، والتي نظمت قصيدة عنوانها الحادث، كان فيها الرد الكافي لهؤلاء، سمعتها على المباشر في إحدى الحصص الإذاعية والتي تصف من خلالها وحشية إرهاب الطرقات، وتقول في مطلعها: "انطلقت بسيارتي فرحان واسعيد بالرزانه محكم وتثبين عقلاني ما غرني الفايت لي سرعتو أعبيد ما غرني لعجيل للحيقي بلهفاني.." القصيدة طويلة وكان الرد كافيا ومحكما من طرف الشاعرة مليكشي. - ألا ترى أن الطاقات الشبانية مغيبة عن الساحة الفنية، وأقصد التي مازالت تنشط بالمقاهي والنوادي والأعراس؟ * للأسف لم يكشف الستار عنهم بعد ومن هؤلاء الذين أتنبأ لهم بمستقبل كبير مراد بلحسين الذي يمتاز بصوت العنقة، وكمال الذي له صوت يطابق صوت عزيوز رايس فالمستمع ينبهر عند سماعه. - كلمة ختامية؟ * أحب جمهوري كثيرا والله يقدرني على إسعاده وبالمناسبة أتمنى له عيدا سعيدا.