تواصل قوات الاحتلال الصهيوني ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم ال463 على التوالي من خلال تنفيذ مجازر ضد المدنيين وشن غارات جوية وقصف مدفعي، في وقت يشهد فيه القطاع وضعا إنسانيا أقل ما يقال عنه كارثي نتيجة الحصار الصهيوني المطبق. وواصلت أمس، طائرات الاحتلال ومدفعيته غاراتها العنيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل المدنيين وتجمعات النازحين والشوارع بما أدى إلى استشهاد العشرات وإصابة العديدين في استمرار لحملة قصف وحشية تطال كل شيء في طريقها. كما تواصل قوات الاحتلال اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح منذ السابع من ماي الماضي، مع قصف جوي ومدفعي مستمر وارتكاب مجازر مروعة، إضافة إلى عمليات نسف لمنازل المواطنين في مخيم جباليا أسفرت عن ارتقاء مئات الشهداء بينما استمر الوضع الإنساني في التدهور. ولليوم ال99 على التوالي، يعاني شمال غزة من حصار وتجويع حيث يعزل الاحتلال المحافظة الشمالية عن باقي مناطق القطاع بما يفاقم معاناة السكان في ظل قصف عنيف مستمر. وأطلقت طائرة مسيرة صهيونية النار على مركبة تابعة للدفاع المدني في بلدة جباليا شمال القطاع. كما استشهد فلسطيني وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال لبلدة خزاعة شرقي خانيونس. وتم انتشال جثامين شهداء وجرحى من تحت الأنقاض جراء قصف عمارة سكنية في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. كما استشهد فلسطيني وأصيب آخرون نتيجة قصف طيران الاحتلال لعمارة في حي الرمال. واستهدف قصف مدفعي حي الزيتون ومخيم النصيرات في وقت تواصل فيه القوات الصهيونية استهداف مناطق غربي رفح بالرصاص بشكل مكثف. واكد تقرير صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن جيش الاحتلال أباد 1600 عائلة فلسطينية بالكامل من خلال قتل جميع أفرادها في إطار الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة منذ 15 شهرا. كما تواصل قوات الاحتلال تعطيل عمل الدفاع المدني قسريا في شمال القطاع لليوم ال79. وهو ما ترك آلاف الفلسطينيين هناك دون رعاية إنسانية أو طبية وسط تزايد أعداد الضحايا. وفي هذا السياق، أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة عن توقف عدد من مركبات الإطفاء والإنقاذ عن العمل في عدة محافظات منها غزة والوسطى وخانيونس بسبب نقص المعدات وقطع الغيار الضرورية لإصلاحها وتشغيلها. وأكد الدفاع المدني، في بيان امس، أن التوقف يأتي في ظل تدمير معظم المعدات والأنظمة المساندة، التي كانت تتوفر في السوق المحلي قبل العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة. وأضاف أن الهجمات الصهيونية دمرت مخزون الدفاع المدني من قطع الغيار مما أدى إلى تعذر صيانة المركبات المتوقفة. وهو ما جعل جهاز الدفاع المدني يطالب كافة الجهات الإنسانية الدولية والإقليمية والعربية بالتدخل العاجل لإدخال قطع الغيار والمعدات اللازمة لقطاع غزة، محذرا من أن استمرار الوضع الحالي سيزيد من تعقيد الأزمة ويقلل من قدرة الطواقم على الاستجابة لنداءات المواطنين في ظل تزايد الحاجة إلى عمليات الإنقاذ والإطفاء. وأشار البيان إلى أن أكثر من نصف المركبات العاملة في القطاع متوقفة أيضا بسبب نقص الوقود مما يزيد من صعوبة المهام اليومية. "الصحة العالمية" تطالب بتيسير وصول طواقمها إلى مستشفى "العودة" طالبت منظمة الصحة العالمية باتخاذ إجراءات فورية وعاجلة لتيسير وصول طواقمها لمستشفى "العودة" في قطاع غزة لإبقائه قيد التشغيل. وأفادت المنظمة، في بيان بأنها تحاول الوصول إلى المستشفى لإعادة إمداده وتقييم الوضع في مستشفى "كمال عدوان" المعطل بالكامل، مشيرة إلى أن طواقمها لم تتمكن من ذلك بسبب الطرق المتضررة، علاوة عن عدم كفاية تسهيلات الوصول من قبل الاحتلال الصهيوني بما جعل العملية مستحيلة لبلوغ تلك المرافق بأمان. وأوضحت أن مستشفى "العودة" آخر مستشفى يعمل جزئيا في محافظة شمال غزة، يعاني من نقص حاد في الوقود والإمدادات الطبية الأساسية جراء استمرار الحصار المفروض على شمال غزة وبالتحديد مخيمات بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا منذ أكثر من ثلاثة أشهر.وأكدت تكدس المرضى بمستشفى "العودة" خاصة بعد خروج مستشفيا "كمال عدوان" و"الإندونيسي" من الخدمة بعد الهجمات المتكررة والغارات وعمليات الإخلاء القسري التي استهدفتهما. يشار إلى أنه ومنذ بدء حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، يستهدف الاحتلال الصهيوني القطاع الصحي في غزة ويقصف ويحاصر المستشفيات وينذر بإخلائها و يمنع دخول المستلزمات الطبية خاصة في مناطق شمال القطاع التي اجتاحها مجددا في الخامس من أكتوبر الماضي.