تكتسي طاولات إفطار جزائريين حلة جميلة وعصرية هذا الموسم، وذلك بعدما تحولت الديكورات الرمضانية إلى موضة، فرضتها مواقع التواصل الاجتماعي التي صارت مرجعية بالنسبة لسيدات وأصحاب محلات يواكبون كل جديد ورائج في العالم، و رغم أن زينة رمضان لم تكن من عادات الجزائريين، إلا أن الفوانيس المشرقية و البخارات الخليجية، وجدت طريقها إلى المنازل وصارت جزءا من تفاصيل الشهر في البيوت، بالنظر إلى الترويج الكبير على المنصات التفاعلية، ووفرة هذه المنتجات في الأسواق كذلك. ربورتاج: أسماء بوقرن تميل ربات بيوت إلى إضفاء حلة جديدة على طاولة الإفطار، فالتحضيرات للشهر لم تعد مقتصرة على اقتناء أواني جديدة فحسب، بل صارت تشمل إكسسوارات الطاولة التي تعد ضرورية للبعض، في مقدمتها أفرشة الصحون و الكؤوس وحامل المناديل والملاعق، وهي منتجات تتوفر في المحلات وتبدع في صناعتها حرفيات شابات يستلهمن تصاميمهن من اليوتيوب، لتتحول هذه الإكسسوارات في السنتين الأخيرتين إلى موضة و مصدر دخل. وتعد الفوانيس النحاسية الأكثر رواجا، حيث تعتبرها سيدات قطعة مهمة وأساسية لارتباط رمزيتها بخصوصية الشهر، فبمجرد وضع الفانوس على الطاولة أو في زاوية من البيت تنعكس روح الشهر حسبهن، ويكون ذلك إعلانا عن بداية فصل خاص من فصول السنة، حيث ترى مريم وهي ربة بيت التقيناها بمحل لبيع الديكورات والتحف المنزلية بالمدينة الجديدة علي منجلي، بأن الفانوس قطعة ضرورية، مشيرة إلى أنها اشترت فانوسا خشبيا كبير الحجم بقبة نحاسية بسعر 5800 دينار، لتزين به زاوية غرفة الطعام، كما اشترت كذلك شريط مصابيح صغيرة مضيئة على شكل هلال، قالت إنه يزين طاولة التلفاز طوال الشهر ويستعمل أحيانا لتزيين الستائر في غرفة الجلوس لأجل أجواء جميلة خلال السهرة، كما أضافت إلى قائمة مشترياتها بخارة نحاسية بسعر 1900 دينار، لديها قاعدة عريضة وعليها نقش لهلال ونجوم، وهو تفصيل همهم حسبها، لإضفاء لمسة خاصة على صينية القهوة، بل و قطعة راقية ذات رمزية عربية. الأرابيسك يطبع تشكيلة الفوانيس لاحظنا خلال جولة بين المحلات، بأن إكسسوارات طاولة الإفطار وصينية السهرة، أخذت مساحة كبيرة من العرض، حتى أن هناك محلات للأواني خصصت رواقا كاملا لإبراز تنوع هذه المنتجات متعددة الأشكال و الألوان والأحجام، ومتباينة الأسعار. شدنا تنوع تصاميم الفوانيس وجمالها، وقد غلب على مختلف القطع طابع الأرابيسك، كما انتبهنا إلى وجود تشكيلات جديدة جميلة من الفوانيس، تضم كل تشكيلة ثلاثة قطع، فانوس بحجم كبير وآخر متوسط وفانوس صغير، منها ما هو مصنوع من مادة النحاس ومصفح بالزجاج، ومنها ما يشكل مزيجا بين مادتي النحاس والخشب، تميزها بالعموم زخارف إسلامية. وجدنا أيضا، قطعا أخرى مصنوعة من مادة الفوريكس، وهي الأقل سعرا، حيث تتراوح أسعار الفوانيس عموما بين 1550 دينارا و 5800 دينار، فيما يبلغ سعر التشكيلة ثلاثية القطع والمصنوعة من مادتي النحاس والخشب، 13500 دينار، وهي حسب التاجر رفيق، مطلوبة بكثرة من قبل النساء وحتى الرجال أصحاب المحلات، ذلك لأنها قطع أساسية في الديكور الرمضاني العصري، تزين زوايا غرف المعيشة و أورقة البيوت، وتعطي إنارة خافتة جميلة ومميزة تتماشى مع أجواء الشهر الحميمية، إذا غالبا ما تحمل نقوشا وأشكالا إسلامية تنعكس على الجدران بفعل تأثير الإضاءة. استخدام للخط العربي والزخارف الإسلامية ومن الديكورات المطلوبة كذلك كما قال التاجر، قطع خشبية أو معدنية صغيرة على شكل هلال مضيء أو نجمة تنقش عليها عبارات من قبيل «أهلا رمضان، أو رمضان كريم، أو صحة فطوركم» وتوضع هذه الديوكورات على طاولات الطعام أو التلفاز أو تعلق على الجدران لتزين الغرف طوال الشهر، إلى جانب قطع أخرى مثل حامل الملاعق و المناديل و تصاميم الشموع العطرية متعددة الألوان و الأشكال والتي تتميز جميعها بالزخارف الإسلامية، أما أسعارها فتختلف بحسب جودة وحجم الإكسسوار، حيث تنطلق من 600دج إلى 3000دج أو أكثر من ذلك أحيانا. يظهر الاهتمام بالديكور الرمضاني أيضا، على مستوى محلات بيع الأثاث المصنوع بمادة الفوريكس والتي طرحت تشكيلة متنوعة من إكسسوارات الطاولة والديكور المنزلي الرمضاني، حيث صادفنا خلال جولتنا بالمدينة الجديدة منجلي، محلا خصص طاولة كبيرة لعرض مختلف الديكورات، كما يقدم خدمة صناعتها حسب الطلب، وقال البائع رمزي، بأن التنوع الكبير في التصاميم تروج له مواقع التواصل الاجتماعي، وقد فرض عليهم كتجار مسايرة الطلب من خلال تجديد الأفكار وفتح المجال للزبون لاقتراح ما يريده، مع إمكانية تجهيز القطعة أو التشكيلة المطلوبة في ظرف أسبوع. وأشار، إلى أنه يتلقى طلبات عديدة منذ بداية شهر الصيام، وأن النساء يشكل غالبية الزبائن، حيث يقمن عادة بتحميل أو طبع صور التصميم أو المنتج الذي يرغبن فيه، ويعتمدن في ذلك على صفحات الديكور المحلية و العربية وما تعرضه من نماذج وسلع ثم يطلبن تصميما مطابقا. ومن أكثر التصاميم طلبا حسبه، تصميم «الموريسك»، ويستخدم في صناعته مواد مختلفة منها « أم دي أف» ومادة زجاجية مذهبة، مشيرا إلى أنه هذه المنتجات تكون مكلفة أحيانا إن استخدم النحاس في صناعتها، ولذلك يفضل تعويضه بمواد أقل كلفة حتى يوفرها لزبائنه بأسعار مقبولة وفي المتناول، وعادة ما يكلف الفانوس الكبير مثلا 2200 دينار، مضيفا بأن اعتماد ديكورات من مادتي الفوريكس أو «أم دي أف»، خيار مفضل لدى زبائنه، وهو ما وقفنا عليه خلال تواجدنا في المحل، إذ تزامن ذلك مع دخول زبونة قدمت لأخذ منتج قالت إنها طلبته قبل رمضان، وقد اخترن هذه النوعية بدل من النحاس لسعرها المنخفض، معلقة بأنها لا تكترث لنوعية القطعة بقدر ما تهمها رمزيتها وما تضفيه من لمسة جمالية على الطاولة، خاصة وأنها تستخدمها طوال الشهر الفضيل. بخارة الكعبة.. القطعة الأكثر رواجا وتعد البخارات من الإكسسوارات المطلوبة أيضا، والتي تنوع تصميمها ويتخذ بعضها شكل الكعبة، فيما تعرض أخرى ضمن تشكيلات ثنائية وثلاثية، بأسعار تتراوح بين 1500 و 2400 دينار، وهي مطلوبة بشكل كبير حسب التاجر رفيق. و تأتي هذه البخارات في المرتبة الثانية من حيث الإقبال وذلك بعد الفوانيس مباشرة، موضحا بأن شراءها واستخدامها لم يكن رائجا في السنوات الماضية، لكنها صارت موضة هذا الموسم، مرجعا الفضل في دفع عجلة تجارتها إلى الفضاء الافتراضي الذي صار يتحكم في جانب من السوق كما عبر خصوصا ما تعلق بالديكورات الرمضانية، وذلك فقد سعى إلى توفيها بكثرة في محله قبل وخلال رمضان، مع ضمان سلع مستوردة وأخرى محلية الصنع لكي يتحكم أكثر في الأسعار. وقال التاجر، إن كمية معتبرة من المنتجات ذات الجودة تصنع محليا على يد حرفيين جزائريين، استطاعوا مواكبة الطلب و التماشي مع خطوط الموضة، حيث يروجون لسلعهم على نطاق واسع عبر السوق الإلكترونية وهو نفس الشيء الذي يقوم به التجار فيما يشبه حلة دائرية تنطلق من الحرفي وتمر بالتاجر لتصل إلى الزبون، مضيفا أن الجميع يعتمد على مواقع التواصل أو مواقع البيع الإلكترونية للعرض والاستفسار كونها طريقة بسيطة وسهلة، إذ يعرض منتجه على صفحته على الفيسبوك مع إشهار الأسعار ويتفنن في تصوير ما يتوفر عليه محله لأجل إغراء الزبائن. لفتنا خلال تصفحنا لموقعي فيسبوك و إنستغرام، أن شابات وربات بيوت وجدن في المناسبة فرصة لممارية نشاط جديد، يتعلق أساسا بصناعة ديكورات مناسباتية، مثل إكسسوارات المطبخ وغرفة المعيشة، فمنهن خياطات يعرضن تشكيلات من المناديل و أغطية الطاولات و غيرها من الأشياء التي تستخدم في المطبخ كرداء الطبخ مثلا و تلك الأكياس من القماش لحفظ الخبز أو تخمير العجين، ناهيك عن صناعة الشموع العطرية، والرسم وتزيين الكؤوس، و حاملات الشموع الفخارية وقطع كثيرة أخرى.