يناشد سكان "28 شارع نفيسة" بالقصبة في العاصمة، والي ولاية الجزائر، عبد النور رابحي، من أجل التدخل لترحيلهم بصفة مستعجلة إلى سكنات لائقة، قبل حدوث ما لا يحمد عقباه، بعد أن شهدت العمارة التي يقطنون بها خلال الأيام القليلة الماضية، انهيارات جزئية خطيرة، كادت أن تودي بحياتهم، حيث وجد العديد منهم أنفسهم في العراء، في عز فصل الشتاء. وجد المقيمون بالعمارة، البالغ عددهم 13 ساكنا، منذ انهيار سقفها على طوابقها السفلى، أنفسهم في وضع جد صعب، نتيجة للأضرار الجسيمة التي لحقت بالبناية، التي أصبحت لا تصلح للسكن، بعد أن فقدت أجزاء هامة منها، حيث أصبح هؤلاء يبيتون في العراء، في انتظار نقلهم للإقامة في مسكن آمن. ذكر بعض هؤلاء ل«المساء"، أن العمارة التي يقيمون بها، تعد من بين دويرات حي القصبة العتيق، الذي يعرف منذ سنوات، انهيارات في بناياته، لاسيما في فصل الشتاء، حيث أحدث الانهيار الأخير لسقف العمارة، هلعا كبيرا وسط السكان، الذين ينتظرون ترحيلهم في أقرب وقت، قبل وقوع انهيارات أخرى، خاصة أن وضعية البناية زادت تدهورا، وقد تنهار في أية لحظة، مؤكدين أن هناك مؤشرات تنبئ باقتراب سقوطها في أية لحظة.ولحسن حظ هؤلاء، أنهم لم يكونوا متواجدين داخل غرفهم لحظة الانهيار، حيث كانت الخسائر مادية فقط، في حين فقدوا أغلب الأثاث والأجهزة الكهرومنزلية، وكل ما تحتويه منازلهم التي انهار فوقها السقف العلوي لسطح العمارة، خاصة المقيمين بالطابق الأرضي، الذين كادوا أن يلقوا حتفهم تحت الأنقاض، لشدة الارتطام وسقوط كل ما تحتويه الطوابق العليا فوقه. وحسب المتضررين، فإن مصالح بلدية القصبة والدائرة الإدارية لباب الوادي، على علم بهذه الوضعية، حيث تنقلوا رفقة الحماية المدنية والشرطة العلمية إلى مكان الحادث، وتم تصنيف العمارة في الخانة الحمراء، بعد أن أصبحت البناية بدون سطح، وفقدت جزء من جدرانها وسلالمها، في انتظار ترحيل القاطنين بها قبل حدوث انهيارات أخرى.وقد سبق لنفس المصالح، أن وعدت العائلات بإعادة إسكانهم، ضمن عملية الترحيل التي قامت بها ولاية الجزائر، غير أن العملية تأخرت، رغم تدهور وضعية البناية، التي تعد من النسيج العمراني الهش للقصبة، التي سبق أن شهدت انهيارات خلفت عدة ضحايا وإصابات، مثلما حدث في أفريل 2019، حيث فقدت عائلة كانت تقيم بعمارة متكونة من 4 طوابق في القصبة السفلى، والمحاذية لمسجد "كتشاوة"، 5 أفراد، في انهيار بناية مجاورة للمسجد، وهو المصير الذي يتخوف منه سكان "28 شارع نفيسة"، إذا لم تتدخل الجهات المعنية لإنقاذهم. وحسب بعض سكان البناية، فقد تم إحصاء المتضررين من الانهيار الأخير بالعمارة، والذين يقومون بإعداد ملف كامل، تحضيرا لترحيلهم إلى سكنات لائقة، غير أنهم متخوفون من أن تطول مدة ذلك، وينهار ما تبقى من البناية فوق رؤوسهم.