تعمل بلديات العاصمة، على توفير فضاءات تجارية لبيع السلع الاكثر استهلاكا من قبل المواطن وهذا بهدف تحقيق الاستقرار في الاسعار وتوفير احتياجات المواطنين، والقضاء على التجارة الموازية التي يتوسع نشاطها في المناسبات الدينية في العديد من الأحياء، مما جعل السلطات المحلية، على غرار بلديات باب الوادي وباش جراح والحراش، تستبق الأمر بإجراءات تحد من الفوضى وعشوائية الأسواق الموازية، بإنشاء فضاءات تجارية منافسة، في وقت يؤكد فيه منتخبون محليون من بلدية باش جراح، أن التحضيرات لشهر رمضان في البلدية، مقبولة مقارنة بما هو عليه الوضع في عدد من البلديات الأخرى بإقليم العاصمة. تشهد الأسواق الشعبية بالعاصمة، مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، حركة مكثفة لاقتناء المستلزمات والمشتريات، فعلى الرغم من أن أغلب العائلات سبق لها وأن اقتنت ما تحتاج إليه، إلا أن زيارة السوق بالنسبة للبعض، تُعد "سُنّة" لا بد منها، وهو ما لاحظته "المساء" خلال زيارتها لبعضَ الأسواق الشعبية بالعاصمة. سوق باب الوادي دون منازع زيارة "المساء" لسوق باب الوادي، جعلها تلاحظ ككل سنة، ومع اقتراب شهر الصيام، لجوء العديد من التجار غير الشرعيين لاستغلال الفرصة لتوسيع رقعة البيع العشوائي والفوضوي، حيث عادت هذه التجارة لتتنامى بصور شوّهت الأحياء والشوارع، في حين وجد المستهلك البسيط نفسه بين مطرقة الأسعار الملتهبة التي يفرضها باعة الأسواق الجوارية، وسندان السلع الرخيصة التي يروّج لها بعض الباعة غير الشرعيين. وأكد التجار الفوضويون بسوق باب الوادي الشعبي، أن إقدامهم على هذا النشاط غير المرخص لبيع الخضر والفواكه والمواد الاستهلاكية الأكثر اقبالا، ما هو إلا خيار جيد لهم أمام غياب البديل، مشيرين في معرض حديثهم، إلى أن المصالح المحلية، لم توفر أسواقا بديلة تنشط على مدار السنة، فيما صادفت "المساء" وجود باعة ينشطون في هذه الأسواق الموازية رغم أنهم يملكون محلات في الأسواق المنظمة. وأكد أحد التجار من باب الوادي، أنه لا يملك محلا، وهو متفرغ لإحدى الطاولات التي يضعها كل صباح على حافة الطريق، مضيفا، أن نشاطه يدرّ عليه مبالغ مالية لا بأس بها، تغنيه عن التوجه إلى أمور أخرى. باش جراح.. دون منافس غير بعيد عن باب الوادي ودائما بالعاصمة، وتحديدا ببلدية باش جراح، امتلأ المكان بالتجار غير النظاميين، متسببين في عرقلة حركة السير، في حين حاولت "المساء" الاحتكاك ببعض هؤلاء الباعة للاستفسار عن سبب الزحمة غير المبررة في مثل هذه الأسواق، حيث أكد بائع خضر، أن التفسير الوحيد للزحمة في السوق، هو "اللهفة"، مؤكدا أن زحمة السوق لا تزول طيلة السنة وتزداد خلال المناسبات الدينية. ويعرف سوق باش جراح، إقبالا كبيرا من قبل المواطنين، لاسيما النساء، على اقتناء المواد الاستهلاكية، على غرار الطماطم المصبّرة، والزيت، والسكر وكل أنواع البهارات والتوابل، رغم أنها معروضة بطريقة "غير صحية"، ولا تتوفر على شروط النظافة، خاصة المنتوجات سريعة التلف، كالزبدة والأجبان، حيث أصبح المستهلك يبحث عن أقل الأسعار، على حساب صحته. وما يلفت الانتباه كذلك، التوافد الكبير خاصة من قبل النسوة، على طاولات بيع الأواني المنزلية، إذ تُعد عادة مألوفة عند الأسر الجزائرية، لأن شهر رمضان فرصة لربات البيوت من أجل تجديد ديكور مطابخهن، خاصة وأن تنوع الأطباق خلال هذا الشهر، يتطلب ذلك. كل الظروف مهيأة لاستقبال رمضان وفي نفس السياق، وفي إطار تحضيرات رمضان، أكد مصدر من بلدية باش جراح ل"المساء"، أنه تم التطرق للعمليات التضامنية، وضبط فتح مطاعم الإفطار، وعملية تنظيف وتجهيز المساجد، وتسطير برنامج متنوع من الفعاليات الثقافية والروحية والخيرية، تجسد قيم التآزر والتماسك في المجتمع، ومسابقات دينية في حفظ القرآن الكريم، وعمليات ختان جماعي وغيرها.. وأبدى المحدث، حرصه الشديد على تهيئة كل الظروف اللازمة لاستقبال الشهر الفضيل، من خلال العمل على تهيئة وتنظيف المساجد وتزيينها، وتسطير برنامج موحد شامل لكافة الأنشطة الدينية، الثقافية والرياضية، كما ألح على الإسراع في الانتهاء من الإجراءات الخاصة بالمنحة التضامنية، وتسليمها لأصحابها في أقرب الآجال. ومن جهة أخرى، أسدى رئيس المجلس الشعبي البلدي، حسب نفس المصدر، تعليمات بالانتهاء من ضبط قائمة المستفيدين من المنحة، وضبط برنامج لتموين الأسواق بمختلف المواد الغذائية الأساسية، مع محاربة جميع أشكال المضاربة ومراقبة مختلف النشاطات التجارية، وضبط برنامج التزود بمياه الشرب، ورفع النفايات، مع تسطير حملات تحسيسية وتوعوية خلال شهر رمضان الكريم حول التبذير.