اجتمع الفنانون والكتاب والممثلون، المشاركون في المهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسوي بعنابة، أول أمس الأحد، لمناقشة "واقع المسرح النسوي في الجزائر" ضمن فعاليات الندوات الفكرية للدورة السابعة للمهرجان. وأدارت الجلسة الدكتورة حسينة بوشيخ، بمشاركة الدكتور عبد الحميد ختالة من جامعة خنشلة، ومدير المسرح الجهوي لوهران مراد سنوسي، الذي قدم قراءة في نصه المسرحي الجديد "حجرة الصبر". استهل الدكتور عبد الحميد ختالة مداخلته، بالإشارة إلى أهمية دراسة المسرح النسوي من منظور النوع الاجتماعي، لكنه أكد أن هذا المفهوم قد تم تجاوزه اليوم، مستدلًا بتولي المرأة أدوارا قيادية في هذا المجال. وأوضح أن تهميش المرأة في الفنون لم يكن ظاهرة عالمية، وإنما نشأ في أوروبا بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، حين فرضت الكنيسة نظاما أبويا امتد من القرن السادس إلى القرن السابع عشر. وأشار إلى أن النساء لم يعدن إلى المشهد المسرحي الأوروبي إلا بعد تحولات كبرى، منها حرب المئة عام والطاعون الذي أدى إلى فقدان 60٪ من سكان أوروبا، ما دفع إلى إعادة هيكلة المجتمع في عصر النهضة، وسمح للمرأة بالعودة إلى خشبة المسرح في إيطاليا وفرنسا وإنجلترا خلال القرن السابع عشر. وذكر بأن الأدوار النسائية في مسرحيات شكسبير، مثل جولييت في "روميو وجولييت"، كانت تُجسد من قبل شباب يافعين، لم يبلغوا سن الرشد بعد. أما في الجزائر، وفقا للدكتور، فقد كان للمرأة حضور بارز في المسرح منذ الثلاثينيات، وارتبط المسرح النسوي بقضايا تحرر المرأة، حيث عالجت العديد من المسرحيات الجزائرية في الستينيات والسبعينيات، قضايا المرأة ومكانتها الاجتماعية. ومن بين هذه الأعمال "دولة النساء"، "ماذا يحدث الليلة؟"، و"فاطمة العقون"، التي عكست التغيرات التي طرأت على دور المرأة في المجتمع الجزائري خلال تلك الحقبة. بعد انتهاء مداخلة الدكتور ختالة، قدم الكاتب والمسرحي مراد سنوسي قراءة في نصه الجديد "حجرة الصبر"، بأسلوبه المعروف، أضفى على الجلسة بُعدا فنيا ممتعا، أغنى النقاشات حول دور المرأة في المسرح الجزائري.