مر أزيد من سنتين على توقيف نشاط محطة تحلية المياه بشاطئ "الباخرة المحطمة" في بلدية برج الكيفان، كونها لم تستغل إلا لثلاث سنوات، لتحال بعدها على "التقاعد السريع"، ويبقى هيكلها اليوم جاثماً بلا جدوى، خاصة وأنه يتربع على مساحة واسعة من الشاطئ الذي يستقطب آلاف المصطافين كل سنة. وقد تم توقيف إنتاج المياه المحلاة بالمحطة الصغيرة الواقعة بشاطئ "الباخرة المحطمة" في برج الكيفان منذ 2007، وتحويل معداتها لاستغلالها في المحطة الجديدة ببلدية بوزجار في ولاية عين تيموشنت، وكانت المحطة تقوم بتحلية 20 ألف متر مكعب يومياً من المياه الجوفية المالحة منذ انطلاقها في 2004، والسبب في ذلك هو المشاريع الكبرى التي استفادت منها العاصمة في مجال توفير الماء الشروب، التي يتم من خلالها دعم ولاية الجزائر من الولايات المجاورة كبومرداس وتيبازة وتيزي وزو. ولم يبق من المحطة اليوم إلا المستودعات الكبيرة التي تم تجديد طلائها خلال الصيف المنقضي، وبعض القنوات الناتئة وسط رمال الشاطئ، مما يطرح عدة تساؤلات عن وجودها، رغم انتهاء مهمتها، وبقائها هيكلاً بلا روح، إضافة إلى كونها ترهن الشاطئ وتستحوذ على مساحة هائلة منه يمكن استغلالها في المجال السياحي، كما تحجب عن السكان المجاورين رؤية البحر والاستمتاع بنسيمه صيفا. وحسب السيد جلول بوشارب رئيس قسم المشاريع بالمديرية العامة لمؤسسة "الجزائرية للمياه" في اتصال مع "المساء"، فإنه تم دعم العاصمة بعدة محطات وسدود بالولايات المجاورة، منها محطة المعالجة للمياه الجوفية ببودواو في ولاية بومرداس بطاقة 30 ألف متر مكعب، محطة الدواودة بولاية تيبازة، سد تاقصبت بولاية تيزي وزو بطاقة 180 ألف متر مكعب يومياً، لتضاف إلى سد قدارة الذي تتمون منه العاصمة منذ عقود، وكان غير كاف لتغطية احتياجات السكان، خاصة مع التوسع العمراني الذي تضاعف عدة مرات. وكان مدير الري لولاية الجزائر السيد اسماعيل عميروش صرح ل "المساء"، أنه تم اعتماد حلول جذرية بالعاصمة لتوفير هذه المادة والاستجابة لجميع الانشغالات المطروحة وتمكين سكان العاصمة من التزود بالماء الشروب، منها مشروع تحلية مياه البحر انطلاقا من 4 محطات صغيرة بكل من زرالدة، اسطاوالي، برج الكيفان وعين البنيان، وآخرها محطة الحامة التي تم تدشينها مطلع سنة 2008، والتي تتسع الآن لتحلية 200 ألف متر مكعب يوميا، وتم بالموازاة مع هذه المشاريع إعادة هيكلة شبكة التوزيع وإنجاز21 خزانا ضخما سعة كل واحد 5 آلاف متر مكعب، وإعادة هيكلة الآبار ومحاربة إنجاز الآبار العشوائية.