بدأ الاهتمام مؤخرا يزداد بمراكز التكوين النسوية، خاصة تلك التي تقدم مهارات لتأهيل المرأة حتى تلعب دورا حيويا في مجتمعها.. هذه المراكز عبارة عن قاعات مجهزة لدورات الماكياج وتصفيف الشعر، وأخرى في فن الطبخ والخياطة، وكذلك الطرز والرسم على الحرير وفي تنسيق الزهور، إلا أن الملاحظ أن الاهتمام بلغ أوجه في بعض المراكز التكوينية فيما يخص تعلم الطبخ والحلويات وحتى البيتزا. ما لاحظناه خلال جولة قادتنا لبعض المراكز التكوينية في العاصمة وضواحيها، أن الإقبال على دورات تعلم الطبخ والحلويات الشرقية والغربية حاز اهتمام شريحة واسعة من الفتيات والنساء.
اهتمام نسوي بالبيتزا والاهم أن تحضير البيتزا الذي يستقطب اهتماما واسعا من الشباب عادة، باعتبار أنها قد تكون مهنة المستقبل، يشهد إقبالا من الفتيات اللواتي وجدناهن يسألن عن التكوين في تلقي فنون تحضير البيتزا في مدرسة خاصة بمدينة الرويبة، سألناهن عن سر اهتمامهن بتعلم البيتزا، فقالت دليلة أن الطبخ حاليا لا يفرق بين الجنسين ومثلما يتقن بعض الرجال فن الطبخ النسوي، فلماذا يتم احتكار البيتزا كاختصاص رجالي. اما تعلم فنون تحضيرها فتؤكد أن ولعها بحب أكل البيتزا جعلها تسعى لتعلم تحضيرها.. فقد تلقت تكوينا من قبل في الخياطة ولكنها لم تهتم يوما بأمر الإبداع فيها، أما الطبخ وخاصة البيتزا. كما ترى أن فرص التشغيل الضئيلة حاليا قد يجعلها محظوظة يوما ان هي عملت في إحدى البيتزريات، ولا ترى في ذلك أي إحراج لان نظرة المجتمع كما تقول قد تغيرت كثيرا. كذلك ترى هند البنت التي تركت مقاعد الدراسة وهي في17 سنة من عمرها، أن عدم توفيقها في الدراسة لا يعني بالنسبة لها نهاية العالم، وإنما آفاقا أخرى يمكنها بلوغها بقصد بعض مراكز التكوين لتلقي مهارات معينة تفيدها في حياتها اليومية. تقول انها زارت اكثر من مركز واطلعت على كل مهارات التكوين المقترحة ولكنها تعتقد انها ستلتحق بالتكوين في الحلويات الشرقية والغربية. وتعتقد الفتاة أن اتقان هذه المهارة يكسبها "صنعة" في اليد لا تزول باعتبار أن الافراح والمناسبات كثيرة في مجتمعنا الذي اصبح يهتم بالمُصنّع اكثر من المُنتج في البيوت. وتضيف المتحدثة انها تربت على حب الطبخ وصنع الحلويات ولكن دون ابداع، والمشاركة في حصص تكوينية "يجعلنا نتبادل الأفكار الإبداعية، بل أن الروح الشبابية السائدة في الأفواج تجعل المتكون يرغب فعلا في تعلم الفن وإتقانه " تضيف.
وآخر غير عادي بالماكياج! وحواء بطبيعتها عاشقة للماكياج والعطور والأزياء، لكن الذوق يختلف من سيدة لأخرى، وبرأي زولا، مدربة في إحدى المدارس التكوينية، أن المرأة اليوم مثقفة وتعرف بالتحديد ماذا تريد، إذ أن لكل زمن ثقافة جمالية خاصة، وما وصلنا إليه اليوم من انفتاح على العالم يجعل المرأة لا تبحث فقط عن الجمال، بل تطمح إلى الوصول إلى الكمال إن استطاعت... ذلك ما اقتنعنا به ونحن نزور بعض مراكز التكوين التي فتحت فروعا تكوينية تثير اهتمام المرأة وتستقطبه، فأضحى "الماكياج اللبناني" الذي روجت له الفضائيات ليس فقط من خلال المسلسلات وإنما أيضا من خلال عروض الازياء والترويج لطلات العروس الجريئة بماكياجها "الثقيل"، أضحى حاليا من التكوينات المقترحة. هكذا ترى سليمة المتحصلة على ديبلوم الحلاقة الرفيعة والماكياج، والتي تقول انها صقلت موهبتها في فنون الحلاقة والماكياج عن طريق الممارسة اليومية وسيعها الدائم للتجديد. كما تؤكد المتحدثة أن فتح دورة في الماكياج اللبناني استقطب كثيرا اهتمام الفتيات وستفتح الدورة قريبا بعد التحاق عدد معين من الفتيات بالفوج. مؤكدة أن فتح هذا التكوين منذ سنتين تقريبا جعل "الانتعاش" يعرف طريقا إلى المدرسة، بعد أن كان التكوين مقتصرا على الإعلام الآلي والحلاقة واللغات. واكدت أن الاهتمام بمثل هذا التكوين جاء بعد سؤال بعضهن عن تلقي تعليم في اتقان فنون الماكياج، فجاءت الفكرة في فتح فرع خاص بمثل هذا التكوين بالمدرسة.