تأسفت رئيسة جمعية "البهجة" لترقية المرأة الكائن مقرها في باب الوادي بالعاصمة، فتيحة مونيب، خلال لقاء جمعها مع "الفجر"، لعزوف الفتيات عن الانخراط في اختصاص الخياطة، ما جعل هذه الحرفة تأخذ منعرجا نحو الزوال والاندثار، وذلك بعد المكانة المرموقة التي كانت تحظى بها في وقت مضى، حيث أن جل اهتمام الفتيات في الوقت الراهن يقتصر على الطبخ والحلويات، الأمر الذي اضطر أعضاء الجمعية لبذل مجهودات مطالبة بضرورة إحياء مثل هذه الحرف المنسية والتي تستحق من الجميع الاهتمام والرعاية• وحسب المتحدثة فقد توصلت جمعية "بهجة" لترقية المرأة إلى استقطاب عدد كبير من الفتيات، الماكثات منهن بالبيت، وحتى العاملات، وذلك نظرا للنشاطات النوعية التي تقوم بتقديمها، وكذا الأهداف السامية التي تطمح لتحقيقها• حيث أن هذه الجمعية - حسب ما أفادت به رئيستها - ترمي من خلال البرنامج الثري الذي قامت بتسطيره، إلى تسهيل عملية تبادل الخدمات بين منخرطيها، لا سيما وأن هذه الأخيرة صاحبة 30 سنة خبرة في مجال الخياطة الرفيعة وتصميم الأزياء، والتي عانت الأمرين طيلة هذه السنوات جراء العراقيل والمشاكل التي واجهتها، نظرا لعدم استفادتها من مقر ثابت لها لحد الساعة، غير أن ذلك - تضيف محدثتنا - لم تثن من عزيمتها، الأمر الذي جعلها تواصل مشوارها بغية نقل خبرتها للآخرين، خصوصا ما تعلق بالطبخ، والحلويات، والطرز، والمجبود، والفتلة، والخياطة، وتصميم الأزياء، والرسم على الزجاج، والرسم على الحرير، والشورة وغيرها من التخصصات التي تسهر على تقديمها مجموعة من المتخصصات في هذه المجالات• من جهة أخرى، نوهت السيدة مونيب بالمعرض الذي أقيم مؤخرا على مستوى ثانوية الأمير عبد القادر بساحة الشهداء، وذلك في الأيام الممتدة ما بين 18 و20 ديسمبر المنصرم، والذي سجل حضور العديد من عشاق الصناعات التقليدية، وعلى رأسهم السلطات المحلية التي أبت إلا أن تسجل حضورها وتشجع مثل هذا النوع من المعارض• أما فيما يخص المشاريع المستقبلية التي تنوي الجمعية تنظيمها، فتكمن - حسب ذات المصدر- في إقامة بعض المعارض المتزامنة مع المناسبات الدينية والوطنية، وذلك بالتنسيق مع كل من دور الشباب والمراكز الثقافية وكذا قاعات الحفلات، حيث سيتم من خلالها عرض مختلف الأطباق التقليدية، إضافة إلى عديد الحلويات العصرية لا سيما الشرقية منها، كما أنه سيتم عرض تشكيلة من الألبسة ذات الطابع التقليدي، والتي ستتخللها رتوشات عصرية، مثل المشاركة التي سيتم تنظيمها بمناسبة عيد المرأة المصادف ل 8 مارس القادم، والتي ستحتضنها مكتبة ثانوية الأمير عبد القادر بساحة الشهداء•