دعت جمعية الأمل لمساعدة مرضى السرطان إلى تنظيم ندوة وطنية، تجمع كافة المسؤولين والقطاعات الوزارية المعنية بوضع المخطط الوطني لمكافحة السرطان، تحت إشراف رئيس الجمهورية، للحد من الانتشار المخيف لهذا المرض المزمن الذي يستهدف 35ألف حالة جديدة سنويا. وقالت رئيسة جمعية الأمل السيدة حميدة كتاب أمس خلال ندوة صحفية بمنتدى المجاهد إن النشاطات التي قامت بها الجمعية خلال شهر أكتوبر الجاري، وهو الشهر العالمي لمكافحة سرطان الثدي، تندرج في إطار مسعى عرض الحلول اللازمة للحد من الانتشار الرهيب لمختلف أنواع السرطانات في الجزائر وفقا لمخطط وطني،لاسيما سرطان الثدي الذي يتسبب في 3500 حالة وفاة سنويا مقابل إصابة 7 آلاف حالة جديدة كل عام. وبحسب رئيسة الجمعية، فإن المسألة أصبحت بحاجة إلى تحمل جماعي، من منطلق أن القضية لا تعني وزارة الصحة لوحدها، إنما كل شرائح المجتمع معنية بخطر الإنتشار الواسع لهذا المرض الذي صار بمثابة كارثة في بلادنا.."الكارثة تعود إلى الغياب شبه الكامل للإعلام والتحسيس بخصوص مسألة الخضوع للفحص المبكر، خاصة في ظل النقص الفادح لوحدات الكشف والعتاد اللازم لذلك." تبعا للمصدر. وأوضح البروفيسور كمال بوزيد خلال اللقاء أن2500 مريض مصاب بالسرطان خضعوا للجراحة سنة 2008، مما يعكس الارتفاع الحقيقي لمرض السرطان المزمن، حيث تكتشف 80 في المائة من الحالات بعد الوصول إلى المراحل المتقدمة على العكس من فرنسا التي تكتشف فيها 80 في المائة من الحالات المصابة بالمرض في المراحل الأولى جراء تعميم وحدات الكشف المبكر. واعتبر البروفيسور أن الحل للكشف عن الحالات المصابة قبل تقدمها والحد من فاتورة العلاج الثقيلة متوقف على دور وسائل الإعلام في تشجيع الفحص المبكر، والذي يتطلب بدوره إيجاد وتعميم مراكز الكشف من أجل التشخيص المبكر. وفي سياق متصل تطرق الدكتور بن ديب إلى مشروع الجمعية المتمثل في التجربة النموذجية لمركز الكشف المبكر للسرطان الذي سينطلق في العمل بسيدي امحمد في شهر جانفي2010 في انتظار تدشين أربعة مراكز للأشعة خلال نفس الفترة كما أعلن عنه وزير العمل سابقا. مضيفا أن الأمر بحاجة إلى تظافر الجهود لأخذ مشكل نقص مراكز الكشف بعين الاعتبار، ذلك أن التوعية في غياب هذه الأخيرة لن تحل المشكلة. وأشار الدكتور بن ديب أيضا إلى أن تعميم مراكز الكشف المبكر عن السرطان التي انطلقت سنة1987 في فرنسا لم يتم إلا بعد حلول سنة 2004 ، ليبقى السؤال المطروح متى ستحقق الجزائر هذا الهدف الذي كلف بلدا متقدما 15 سنة؟. للعلم، يندرج تنظيم هذه الندوة الصحفية في إطار تقييم نتائج النشاطات التي انطلقت فيها جمعية الأمل من أجل إرساء دعائم مخطط وطني لمكافحة السرطان، حيث نظمت يوما برلمانيا حول المرض في 12 أكتوبر المنصرم بالمجلس الشعبي الوطني الذي مثل نقطة انطلاق قافلة الأمل التحسيسية حول السرطان نحو كل من ولاية الجلفة،الأغواط وغرداية.