اعتبر الدكتور محي الدين عميمور بالأمس على قناة دريم 2 ما أذيع من أن السيد فتحي سرور رئيس مجلس النواب المصري أرسل رسالة إلى نظيره الجزائري مبديا قلقه من التطورات الأخيرة ويطالب بحماية المصريين في الجزائر، مجرد تسجيل مواقف لا غير من هذا المسؤول المصري الذي نشر رسالة لم يكن المرسل إليه قد تلقاها بعد. وقال الدكتور عميمور في تدخله أن تحويل مباراة كرة، مهما كانت أهميتها، إلى حرب داحس والغبراء هو أمر مرفوض بكل المقاييس، ويجب أن يتم بحث كل جوانبه وأسبابه وتداعياته بين البلدين، وبين البلدين وحدهما، وعلى مستوى عال من المسؤولية وبكل موضوعية ونزاهة، ويجب أن يكون هناك اعتذار يُتفق على شكله من الأفراد أو الهيئات التي ارتكبت أخطاء أو تجاوزات، ويجب أن يحاسب من أشعل النار ومن صب عليها الزيت ومن نفخ عليها لتزداد اشتعالا، ولا مجال هنا لحكاية عفا الله عمّا سلف وحكاية ... ننسى الماضي وننظر فقط للمستقبل ... هذا كلام فارغ يقول المتدخل ويترك على طريق البلدين ألغاما يمكن أن تنفجر في أي وقت. ويضيف الدكتور عميمور على وجه الخصوص أنه لا بدّ من محاسبة بعض الإعلاميين الذين تصرفوا بشكل أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه إجرامي مع تأكيده على رفض أن يُحمّل الإعلام المسؤولية المطلقة، لأن الإعلام يتصرف على أساس ما يصله من معلومات أو توجيهات أو حتى تعليمات، والإعلام ظلٌّ لعود، ولا يستقيم الظل والعودُ أعوجُ. وقال عميمور في تدخله أن هناك أسبقية تفرض نفسها، نحن أمام مباراة كرة شُحنت فيها النفوس بحيث خيف أن يكون ملعب الكرة في السودان أقرب إلى الملاعب الرومانية في العصور الغابرة....هناك وضعية خطيرة يجب أن تواجه بكل سرعة وبعيدا عن أي مناقشة حول من بدأ ماذا ومن فعل ماذا. هناك خطر يجب أن نواجهه بذكاء وأزمة يجب أن نخرج منها بأسلوب حضاري يحترم الشعبين الشقيقين بكل ما يمثلانه، ويحترم المنتخب الوطني في كل من الجزائر ومصر، وكلاهما كان متميزا في مواجهة نظيفة، ويحترم السودان التي تحتضن المباراة وشعب السودان الذي يخفق قلبه بحب البلدين. وكان عميمور قد أكد بأن الدراسة الجادة لما حدث يجب أن تعود لتدخلات بعض عناصر الفضائيات المصرية الذين يتحملون مسؤولية إشعال النار منذ عدة أسابيع، وهو ما يؤكد وجود اختراق ما يعلم الله من وراءه، وهو ما أكده وزير الخارجية المصري في تصريحه أمس.