كم كانت سعادتي كبيرة وأنا أرى الفريق الجزائري يسجل هدف الفوز في مباراته مع المنتخب المصري ويعيد للكرة الجزائرية أمجادها وتاريخها الناصع، في نفس الوقت الذي كنا نتمنى فيه من الإخوة المصريين تقبل هذه الخسارة بروح رياضية، خاصة بعد الاعتداءات التي تعرض لها المنتخب الجزائري في القاهرة والجمهور الجزائري المرافق لتشجيع منتخبه، والاستفزازات التي تعرضت لها الجزائر شعبا وحكومة، من قبل القنوات الفضائية والإعلام المصري، وكنت دائما أطرح سؤالا هل الأمن المصري والحكومة المصرية لم تكن تعرف حساسية مباراة مصر والجزائر؟ ولماذا لم توفر الحكومة المصرية الإجراءات الأمنية اللازمة لحماية البعثة الجزائرية؟ مع العلم أن مصر نجحت في احتضان كأس العالم للشباب ووفرت كل الامكانات المادية والمعنوية بما فيها الأمن للمنتخبات المشاركة، ولماذا أطلقت الحكومة المصرية العنان لوسائل إعلامها الهجوم على مقدسات الشعب الجزائري الشعب والشهداء؟ حقيقة الاستفزاز بدأ قبل مباراة 14 نوفمبر، حيث رفضت بعض الفنادق المصرية استقبال بعثة المنتخب الجزائري وما تبعها من استفزازات أخرى بعد وصول المنتخب الجزائري الى مصر هل مصر عاجزة عن توفير الأمن للبعثة الجزائرية؟ بعد خسارة المنتخب المصري في الخرطوم، الكل تابع المحطات الفضائية المصرية وهي تكيل الشتائم والاتهامات للشعب الجزائري بألفاظ عنصرية وغير لائقة تصدر من بعض من يسمون أنفسهم بالمثقفين. وفي برنامج القاهرة اليوم ليلة 18 نوفمبر لم يتوان مذيع البرنامج على دعوة المصريين إلى الخروج للشارع لضرب الجزائريين وقتلهم وهذا موجود ومسجل، وبدأوا في اختلاق القصص والروايات لدرجة أننا بقينا نتابع البرامج المصرية حتى الرابعة صباحا. اعتقدنا في اليوم التالي أن هناك مئات من القتلى والجرحى وأن المشافي السودانية تغص بجموع المصريين الجرحى والقتلى. ولكن فوجئنا صباحا أن الإعلام المصري يقول أن كل المشجعين المصريين قد عادوا مصر ولم يبق أحد في السودان. لقد أثار انتباهي استنجاد الفضائيات المصرية ببعض الفنانين المصريين مثل محمد صبحي وفردوس عبدالحميد وغيرهم من الممثلين يكيلون السب والشتائم بحق الشعب الجزائري، وتعدى الأمر إلى الاتصال بالفنانات اللبنانيات لزجهم في هذه المعركة المفتعلة، ليصل الأمر الى مهرجان القاهرة والموقف العنصري من قبل نقابة الفنانين المصرية بمنع أي عمل جزائري أو أي لقاء فني مشترك جزائري مصري ومقاطعة البرامج والنشاطات الجزائرية وفي برنامج "البيت بيتك" والذي يبث على القناة "المصرية" وهي قناة تابعة للحكومة وتعبر عن رأي الحكومة الكل شاهد الألفاظ غير اللائقة وغير الاخلاقية التي قيلت بحق الشعب الجزائري، وملاحظ ان الجميع كان يمدح كلام علاء مبارك نجل الرئيس المصري الذي قال كلاما لايليق بشخص مثله بحق الجمهور الجزائري. بعد فشل مؤتمر الحزب الوطني في ترشيح جمال مبارك لرئاسة مصر، والوضع الاقتصادي السيء والمعيشي الذي يعاني منه الشعب المصري، واستياء الشارع المصري من مواقف القيادة السياسية المصرية وخاصة في قضية فلسطين، كان من ضروري افتعال هذه القضية حتى يتم تسويق نجل الرئيس حسني مبارك جمال مبارك على أنه خليفة والده، وقد جند لهذه المسرحية القذرة كل الفنانين ورجالات الثقافة المصرية. هناك معركة كبيرة تحضر ضد الجزائر تهدف هذه المعركة لتشويه دور الجزائر وتاريخ الجزائر، كم كنا نتمنى أن تكون هذه الحملات ترصد ضد الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني، كم كنا نتمنى أن ترصد هذه الحملات لتحسين الوضع المعيشي للشعب المصري بدل أن تكون الجزائر الشماعة التي تعلق عليها كل كوارث النظام السياسي المصري. نحن مدعوون كعرب وكمثقفين للوقوف مع الشعب الجزائري قيادة وشعبا ضد المؤامرة الكبيرة لعزل الجزائر عن محيطها العربي، ويكفي الجزائر فخرا أن الشعب الفلسطيني كان أول من خرج للتعبير عن فرحته بفوز المنتخب الجزائري، كما خرج السوريون والتونسيون والمغاربة، كمالا يسعنا الا تحية القيادة الجزائرية على وقوفها الحازم مع الشعب الجزائري والمنتخب الجزائري وعودتها لاعب أساسي في قضايانا العربية وأولها قضية فلسطين.