المغرب يواجه عزلة متصاعدة بسبب المقاومة المدنية والدبلوماسية اعتبر المناضل الصحراوي نعمة اصفاري المعتقل حاليا في سجن تازينت المغربي أن حجم المقاومة المدنية والدبلوماسية للشعب الصحراوي أدت بالمغرب إلى عزلة تتصاعد يوما بعد يوم.وأكد المناضل الصحراوي في رسالة بعث بها من مكان اعتقاله ونشرتها اللجنة من اجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية (كوريلسو) بالعاصمة باريس أن "فشل الخطة المغربية في الداخل والخارج أرغمت بعض حلفاء المغرب على غرار فرنسا والحكومة الاشتراكية الاسبانية على التراجع تدريجيا عن التزاماتها تجاه المغرب" . واعتبر المناضل الصحراوي الذي يشغل منصب نائب رئيس اللجنة من اجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية انه "لا حلفاء المغرب ولا الساسة ولا الرأي العام ولا مختلف مجموعات الضغط المتواجدة في أوروبا وفي الولاياتالمتحدة تمكنوا من إخراج المغرب من عزلته المتزايدة على الصعيد الدولي ". ويرى الحقوقي الصحراوي أن الحل يكمن في "سياسة واقعية تسير في اتجاه منطق القرارات المتخذة على المستوى الدولي والقاري والإقليمي من اجل تسوية المشكل الصحراوي" . وقال انه "يجب على محمد السادس اتخاذ قرار يفضي إلى مفاوضات من اجل وضع حد لاحتلاله للصحراء الغربية...وأن الاستمرار في سياسة التعنت ورفض التعاون مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة سيؤديان حتما إلى عزلة متزايدة للمغرب على الساحة الدولية". من جهة أخرى؛ ذكر نعمة اصفاري بأن "المغرب يسعى منذ 2006 عن طريق ما يسميه ب"مشروع الحكم الذاتي" إلى الإيهام بأنه يبحث عن حل للمسألة الصحراوية في حين انه لا يسعى في حقيقة الأمر إلا إلى مواجهة الضغط الدولي الذي يطالب باستفتاء تقرير المصير" . وأوضح أن "المغرب يرفض المشروع القانوني للأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية الممثلة حاليا في الاتحاد الإفريقي الذي تم عرضه سنة 1991 والرامي إلى إقرار وقف إطلاق النار من اجل تحضير الاستفتاء كما انه يسعى إلى فرض مشروعه التكتيكي الميت قبل أن يولد بالرغم من استمرار الانتفاضة الشعبية لما بعد ماي 2005 في الأراضي المحتلة" . كما اعتبر المناضل الصحراوي انه "أمام مقاومة السكان المدنيين الصحراويين الذين يتعرضون لانتهاكات حقوق الإنسان وجد المغرب نفسه في وضع صعب" مشيرا إلى أن "هذه المقاومة كشفت عن الطبيعة الحقيقية للنظام الذي يتعارض مع الخطاب والتصريحات التي تنقلها وسائل الإعلام حول ما يسمى ب "الانفتاح الديمقراطي" الذي من المفروض انه يطوي صفحة الماضي والنظام الجديد في المغرب لما بعد سنين الرصاص" . للإشارة فإن المناضل الصحراوي نعمة اصفاري أدين بالسجن لمدة أربعة أشهر شهر أوت الماضي وتم تأجيل محاكمته بعد استئناف الحكم التي كانت مقررة شهر نوفمبر إلى 21 ديسمبر المقبل بطلب من محاميه.