*هل لك أن تروي لنا ظروف اعتقالك من قبل القوات المغربية لمدة سبعة أشهر عام 2005؟ عملية اعتقالي جاءت في ظروف انتفاضة شعبية، شاركت فيها تلبية لواجب الحضور للتعبير عن رفض الانتهاكات والخروقات التي تقوم القوات المغربية وكذلك من اجل مساندة ودعم المختطفين والمعتقلين الصحراويين. اعتقلت يوم 19 جوان 2005 خلال مشاركتي في مظاهرة تطالب باحترام حق تقرير المصير والكشف عن مصير المختطفين ولقد كان تدخل قوات الأمن المغربية همجيا بربريا أصبت بجروح بليغة على مستوى الرأس ثم نقلت إلى المستشفى بعدها حولت إلى سجن لكحل أين تم استنطاقي لمدة ثلاث ليالي متتالية ووجهت لي تهما واهية ، ولفقوا لي محضرا غير موقع من طرفي، كما خضت إضرابا عن الطعام لمدة 50 يوما خلال سبعة أشهر التي أمضيتها في سجن لكحل اجتررنا المشاكل الصحية. عشت في فترة اعتقالي تعذيبا نفسيا من توبيخ وإهانة وحط للكرامة الإنسانية لقد كانت معاملة سيئة من طرف الحراس، كما تعرضت خلال أربع سنوات لأنواع أخرى من التعذيب من التعليق والتهديد بالاغتصاب والتحرشات الجنسية.، لقد كانت فترة اعتقالي تجربة مريرة. *كيف تفسرين تزايد حملة الاعتقالات في صفوف النشطاء الصحراويين خلال الفترة الأخيرة؟ تؤكد الحملة المغربية ضد الحقوقيين الصحراويين أن المقاومة السلمية مازالت متواصلة وتعكس الضغط الذي تعيشه المملكة المغربية من قبل المنظمات الدولية والمفوضية الأممية السامية لحقوق الإنسان وكذا البرلمان الأوربي، أعتبر أن كل هذه التقارير تترجم عزلة المغرب، كما أنها هذه الحملة تعد وسيلة قمع لمحو مظاهر المقاومة، المملكة المغربية تسوق أن الصحراويين مع مغربية الصحراء لكن الاحتجاجات المستمرة تفند ذلك، هي رسالة تقول إن الصحراويين لن يتعبوا من الكفاح السياسي. *خلال جولاتك في أوربا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، ما هي نظرة شعوب هذه القارات للقضية الصحراوية؟ الكل يدين بشدة القمع الممنهج وهم يشدون على أيدينا من خلال التعبير عن تضامنهم وتأييدهم لحق تقرير مصير الشعب الصحراوي، القضية الصحراوية تعاني من تعتيم إعلامي، حيث يلعب اللوبي المغربي دورا كبيرا فيه. هذه الجولات أعطت أكلها وحققت نتائج من خلال فك الحصار الإعلامي المضروب على النزاع الصحراوي، والدليل على ذلك توافد بعثات ناشطة في مجال حقوق الإنسان، إضافة إلى إعلاميين وسياسيين استطاعوا نقل صورة معاناة الشعب الصحراوي. *ماذا يمثل لك الفوز بجائزة روبرت كينيدي لحقوق الإنسان 2008؟ جائزة كينيدي اعتراف دولي كبير بعدالة القضية كما أنها تعتبر دعما معنويا للحركة الحقوقية وحماية للنشطاء وحماية شخصية بالنسبة لي خاصة وان أبنائي لم يسلموا من التحرشات المغربية، هي كذلك شحنة إضافية ومكسب للحركة الحقوقية والمقاومة السلمية ونوع من التوشيح في وقت تحاول فيه الدولة المغربية تصنيفنا في خندق الإرهاب، هذا التكريم جاء ليكذب هذه الادعاءات، كما فتحت لنا الجائزة الباب لتعريف المجتمع المدني الأمريكي بمأساة الصحراويين. *لطالما ألحت جبهة البوليساريو على الأممالمتحدة من أجل التدخل لحماية الصحراويين في الأراضي المحتلة، ما تعليقكم على طريقة التعاطي للمنظمة الأممية مع هذا الملف؟ للأسف الشديد تعاطي دون مستوى تطلعاتنا، على الأقل قبل إيجاد الحل النهائي لقضيتنا، لذا أقول يجب ممارسة ضغوطات على المغرب لحماية حقوق الإنسان الإنسانية، كما نطالب الأممالمتحدة الضغط عن طريق بعثة » المينورسو« علما أنها تعد البعثة الأممية الوحيدة التي ليس لها صلاحيات حماية حقوق الإنسان وهذا شيء غريب، منذ سنة 2000 ونحن نطالب بتوسيع صلاحياتها وهو نفس المطلب الذي رفعته كل المنظمات الدولية من »هيومن رايتس واتش« و»أمنستي«. لحد الساعة لا يوجد تعاطي مع هذا الملف رغم أن الأمين العام الأممي بان كي مون أكد بنفسه هذه الانتهاكات إلا أنه كلما وصل ملف حقوق الإنسان إلى مجلس الأمن نجد دولا معارضة وفي مقدمتها فرنسا.