ينتظر أن يعقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت اليوم لقاء بمدينة القدسالمحتلة تردد أنه سيخصص لبحث آخر التطورات في قطاع غزة· وإذا كتب لهذا اللقاء أن يعقد فإن ألف سؤال وسؤال يطرح حول المغزى والغاية المرجوة من اجتماع فقد معناه على الأقل بالنسبة للطرف الفلسطيني بعد ماحدث في قطاع غزة وإنعكاساته التي أخذت بعدا دوليا؟ والأكثر من ذلك هل كان للرئيس محمود عباس أن يقبل بالجلوس الى طاولة المفاوضات مع أولمرت في مثل هذا الظرف بالذات رغم التأكيد أن لقاء اليوم سيتم في إطار الاتصالات المنتظمة بعد مؤتمر أنابوليس· ولكن اللقاء فقد كل مصداقية له في نظر عامة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية على السواء على خلفية أنه لايمكن للضحية أن تجني شيئا من جلاد جعل من أمن حفنة مستوطنين أولوية له على حساب أرواح مئات آلاف الفلسطينيين الذين كادوا يموتون اختناقا وببطء لولا أنهم تمكنوا من كسر أسوار رفح وفتح بوابة صلاح الدين واستنشاق هواء الحرية ولو إلى حين· وأمام هذا الواقع المأساوي الذي عايش سكان غزة أطواره بمرارة أمام صمت الجيران العرب وكل العالم فإنه كان بإمكان الرئيس محمود عباس مقاطعة لقاء القدسالمحتلة كموقف مساندة لقرابة مليوني فلسطيني من سكان قطاع غزة والتأكيد للطرف الاسرائيلي أن أرواح هؤلاء أغلى وأولى من مفاوضات لن تأتي بجديد·بل أن الجانب الاسرائيلي جعل من هذه المفاوضات مجرد غطاء لجرائم بشعة تقترف بآلة الحرب وبحصار مقيت لنظام عنصري لايؤمن إلا بمنطق القوة في تعامله مع الفلسطينيين· ولذلك فإن فكرة استعادة السيطرة على المعابر من طرف السلطة الفلسطينية كما أكد على ذلك الرئيس محمود عباس ستبقى مجرد حلم لن يتحقق من منطلق أن التحكم في هذه المعابر أصبح ورقة بين أيدي حكومة الاحتلال للتصرف في رقاب سكان القطاع تجوعهم متى شاءت وتقتلهم متى أرادت وتدخلهم في الظلمة كما يحلو لها أيضا وتضييع هذه الورقة يعني أنها ستفقد وسيلة ضغط على الجانب الفلسطيني· ثم أن إدارة الاحتلال وبنفس اللغة التي تستعملها للتظاهر بأنها حريصة على مواصلة المفاوضات فهي تعمل في المقابل وبإصرار على إفشالها عمليا، وماقرارها أول أمس ببناء 2500 وحدة سكنية جديدة في قلب مدينة القدسالشرقية إلا ضربة مباشرة لجوهر هذه المفاوضات التي زعم الرئيس الأمريكي جورج بوش أنه يرعاها ويهمه نجاحها·فهل يحق للفلسطينيين أن يثقوا في عدو من ميزاته نقض العهود وضربها بشتى الوسائل خدمة لمصلحته وفقط!