يبدو أن الدبلوماسية الرياضية المصرية، تريد أن تعود بنا هذه الأيام إلى الحقبة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر، كيف لا وهي قد أرغمت الملايين من الجزائريين على تنشيط ذاكرتهم التي تختزن ما كان يردده عتاة القادة العسكريين من أمثال بيجار وصالون الذين كانوا لا يتوانون في وصف ثوارنا الأبطال بالإرهابيين وقطاع الطرق والخارجين عن القانون؟ هذه حقيقة وهذا ما يقوم به الأشقاء في مصر هذه الأيام وهذا ما يقولونه للعالم عنا ولابد من الإقرار به لوضع النقاط على الحروف، لنقول للذين أوكلوا لسمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، مهمة ترديد مثل هذه النعوت في كل محفل يقصده، عليكم بقراءة عواقب هذا الفعل اللاأخلاقي، لأن استمرار مسلسل السب والشتم بمثل هذه السفالة وهذا الانحطاط، قد يولد ثقافة مماثلة عند الطرف الآخر، وعندها لا تنفع مهدئات و لا أقراص ولا كواليس، ومن الأحسن ضبط النفس وتفادي البكاء على اللبن المسكوب، لأن مباراة السودان لعبت داخل الملعب وانتهت بما دونه ممثلو الاتحاد الدولى لكرة القدم والبلد المنظم وبشهادة العالم، الذي أشاد بالروح الرياضية العالية التي انتهت عليها المباراة. زاهر الذي يحضر كما قال وكما يتردد في مصر، لعقد مؤتمر عالمي لشرح "الإرهاب" الجزائري، لم يخجل من نفسه وهو يتحدث لقناة نيل سبورت لأكثر من نصف ساعة، بأنه أثناء استقباله في زوريخ من قبل أمين عام الاتحاد الدولى، شرح له كل ما تعرض له المنتخب المصري في السودان من إرهاب وظلم واعتداء من "بلطجية " الجزائر، الذين وصفهم بالإرهابيين وقطاع الطرق وغيرها من الأوصاف التي لا يتفوه بها إلا حاقد أو من أعطي له الضوء الأخضر من هيئة أعلى أو من مسؤولين فاعلين للحديث باسم مصر. إحذروهم في المونديال وأنغولا لقد قال زاهر وهو يتحدث لنيل سبورت، بأنه حذر الفيفا من فشل المونديال إذا حضر الإرهابيون الجزائريون، وحذر الاتحاد الإفريقي من فشل دورة أنغولا إذا حضرها أنصار المنتخب الوطني الجزائري. ولم يكتف زاهر الذي رسمت له خطة محكمة للتشهير بالجزائر وبالجزائريين، بتحذير الهيئات الرياضية العالمية والإقليمية، بل ذهب أبعد من ذلك وهو يحمل رسالة مصر الخائفة على الروح الرياضية في ملاعب الدنيا. مشيرا في هذا الصدد، إلى أن رسالة المصريين هي فضح ممارسات الجزائريين، وذكر في هذا الصدد، بأنه سيقول للعالم من خلال المؤتمر العالمي الذي سيعقد في بداية الاسبوع القادم " انظروا ماذا فعل الجزائريون في لقاء الجزائر - فرنسا الودي الذي أقيم بباريس منذ سنوات قليلة، انظروا ماذا حدث في سوسة بمناسبة نهائيات كأس إفريقيا التي أقيمت بتونس عام 2004، و انظروا ما قام به "بلطجية " الجزائر في السودان وفي القاهرة وفي أي مكان لعبوا فيه.. لقد قال زاهر كل هذا دون حياء أو خجل، و كأني به يعيش في عالم يرزح تحت الظلم الجزائري الذي لا حدود له، حسب الرواية المصرية أو كأني به يخاطب أغبياء أو عالما يعيش في القرون الغابرة. حمل السودان والفيفا... والأكثر من هذا، أن زاهر الذي شرح موقف مصر من مباراة السودان و ربما حلم بإعادة هذه المواجهة، حمل البلد المنظم السودان ما لم يحمله أحدا على المعمورة، فقال بأن ملعب أم درمان اشتغل فوق الطاقة وأن السودان عجز عن استقبال 40 ألف وافد من الجزائريين والمصريين في يوم واحد و غادروه في يوم واحد. كما حمل الاتحاد الدولي لكرة القدم مسؤولية كل ما حدث وكأن دولة السودان قد تعرضت يومها لغزو جزائري، كان من المفترض ان يتدخل "الحاج" بلاتير لإيقافه، ربما بإعلان فوز فائزة على البساط. زاهر وبلهجة تهكمية، قال الكرة الآن في معسكر "الحاج" بلاتير، لكنه طمأن الشعب المصري، بأن المصريين ممثلون أحسن تمثيل في الفيفا في ظل وجود أبوريدة عضو المكتب التنفيذي للفيفا، وأنه لا خوف على المصريين من تلاعبات الكواليس، لأن تمثيلهم أقوى من تمثيل الجزائر. وللقارئ أن يتصور سذاجة هذا الطرح، وكيف يفكر زاهر وكيف أصبح يقول أي كلام على المباشر وكيف يتباهى بمثل هذه المقارنة، وكأن مصر في وجود أبوريدة قادرة على تركيع العالم. رعب إسرائيلي وسط القاهرة وكم تمنيت وأنا استمع له، لو أن زاهر ندد بتصرفات الإسرائليين الذين زرعوا الرعب في أكبر كابريه مصري في نفس الليلة، حيث رقصوا وشربوا حتى الثمالة ثم مارسوا شذوذهم وانصرفوا دون عقاب، لأن الشرطة المصرية لا يمكنها التحرك عندما يتعلق الأمر بممارسة وعدوانية الرعايا الإسرائيليين. وإذ أشير إلى هذه الحادثة التي تناولتها وسائل اعلام مصرية، فذلك من باب تنبيه من أسندوا مهمة شتم الجزائر للبلطجي زاهر، بأن عدو مصر ليس الجزائر ومصر بدون الجزائر والعرب قد تصبح عدوة نفسها، طالما أن هناك من أبنائها من يريدون عزلها وتحويلها إلى كيان مغلق تشتم من رائحة الشماتة والشتيمة. أما زاهر فيكفي تصنيفه في خانة ما يعرف عندنا ب "الحركى " وأظن أن منظر نيل سبورت يعرف جيدا من هم "الحركى"، طالما انه تخصص في المدة الأخيرة في تاريخ الثورة الجزائرية، وكان من الأجدر به أن ينبهه بأن ل"الحركى" اسم آخر بالعامية الجزائرية فكروا بالقدم قبل العقل فتفوق عليهم عنتر وهكذا تحولت دبلوماسية مصر الرياضية والكروية إلى مهازل وصدق من قال شر البلية ما يضحك، ولا غرابة إذا طالعتنا الأيام القادمة بما يزيد هذه الدبلوماسية قذارة وعفونة - حاشاكم - وشماتة وشيتة، طالما أن الناس في أم الدنيا أوكلوا مثل هذه المهة لمن يستعملون الأقدام عوض العقول، وحبذا لو استعملت هذه القدم على طريقة عنتر يحيى الذي كرس تفوق الجزائر فوق الميدان وترك العالم يصفق ويقول للفراعنة كبرتوها شوية، لأن الجزائريين لعبوا مباراة رجال واللعب فوق الميدان... لكن يبقى على الجهات المسؤولة في هذا البلد، إذا كانت تريد فعلا الحفاظ على روابط العلاقات الأخوية متينة وقوية بين الشعبين الجزائري والمصري، أن تسارع إلى لجم هذا المعتوه زاهر ومن ورائه كل الفضائيات المصرية، وأن تحاسبهم على كل كلمة أساؤوا فيها إلى الجزائر شعبا ورموزا، أما إذا لم تتحرك هذه الجهات فهي وبصريح العبارة متواطئة حتى النخاع.