تحضر الجزائر للتوقيع على اتفاقيات للتعاون في مجال البحث والإنقاذ الجوي مع دول الجوار، والبداية ستكون مع دولة مالي، بالمصادقة على مشروع الاتفاقية التي تم إعدادها في هذا المجال، وذلك حتى يتسنى تنظيم عمليات التدخل في حالات الطوارئ والكوارث التي قد تقع على مقربة من المناطق الحدودية، وتفعيل نظام الإنقاذ الوطني الذي تم ضبطه بموجب النص القانوني الصادر في 1994· وبالموازاة مع تكثيف آداء الشبكة الوطنية للإنقاذ والبحث التي تضم عددا من القطاعات، على غرار الدفاع الوطني، الشؤون الخارجية، الداخلية، النقل، تكنولوجيا الإعلام والاتصال والمالية والصحة، وتعمل الجزائر التي تربطها منذ 14 ديسمبر الماضي مذكرة تفاهم حول مهام البحث والإنقاذ مع اسبانيا، على تعزيز تعاونها مع الدول المجاورة لها، وتعميم خبرتها في البحث والإنقاذ في منطقة شمال إفريقيا، حيث تم في هذا الإطار التحضير لمشروع اتفاقية للتعاون مع مالي يرتقب أن يتم التوقيع عليها قريبا· وستمكن هذه الاتفاقية من ضمان تغطية عمليات الإنقاذ بالجهة الجنوبية لمنطقة إعلام الطيران المدني بالجزائر، وهي الجهة التي تغطيها لوحدها، على عكس المنطقة الشمالية التي تتدخل فيها أنظمة الإنقاذ التابعة لدول أوروبية بموجب اتفاقيات التعاون الدولي المذكورة، والتي تضمن للجزائر دعما لوجيستيا في حالات الكوارث، مثلما تم خلال حادثة غرق الباخرة بشار في نوفمبر 2004، حيث تجاوبت فرقة جوية إسبانية للإنقاذ مع إنذار الإغاثة الذي تم إرساله أثناء الحادث· كما تفرض أهمية منطقة الإعلام الجوي للجزائر، توسيع جهاز التدخل والإنقاذ وإشراك دول الجوار في مختلف العمليات، حيث يصل عدد الطائرات التجارية التي تستعمل هذه المنطقة 150 ألف طائرة سنويا، ب 40 شركة طيران دولية تعبر منطقة الإعلام الجوي للجزائر· ومقابل كثافة الحركة الجوية تتميز منطقة الإعلام الجوي للجزائر بصعوبة التضاريس وشساعة المساحة ولا سيما بالجهة الجنوبية، وهو مايستدعي الارتكاز على أنظمة جهوية للبحث والإنقاذ، لضمان السرعة والفعالية في التدخل، بينما تضمن الاتفاقيات التي تؤطر التعاون في هذا المجال التدخل المتبادل وبشكل آلي للفرق والوحدات المتخصصة من دولة إلى أخرى، وذلك بمجرد التقاطها للإنذار المرسل عبر نظام الساتل المعروف بنظام "كوسباس سارسات" والتي تعد الجزائر من بين الدول ال35 المشاركة فيه· ومن ضمن الأهداف الرئيسية التي تتطلع الجزائر لتحقيقها في إطار تفعيل نظام الإنقاذ والبحث الجوي، علاوة على تعزيز التعاون الدولي في هذا الميدان، إحداث شبكة وطنية لتبادل المعلومات، تنظيم ثلاثة تمرينات سنويا وبصفة منتظمة تشارك فيها مختلف القطاعات الوطنية المعنية، وتمرين واحد على الأقل في إطار البحث والإنقاذ الدولي مع اقتناء محطة أرضية لاستقبال ومعالجة الإشارات التي تبث عبر الأقمار الصناعية·ولضمان نجاعة تنظيم البحث والإنقاذ الجوي في الجزائر اشترط العقيد منور فلاق رئيس المصلحة الجوية للبحث بقيادة قوات الدفاع الجوي ضرورة تحسيس كل الجهات المعنية بنشاطات البحث والإنقاذ من خلال تنظيم الملتقيات وتدريبات على البحث والانقاذ وتبادل المعلومات في حينها لتفادي وقوع الكوارث·