أجرت مصالح الحماية المدنية الجزائرية ومديرية الأمن المدني الفرنسي بالوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالدار البيضاء أمس تمرينا تطبيقيا في مجال الإنقاذ ورفع الردوم تتويجا للتكوين النظري الذي يدخل في إطار التعاون الجزائري-الفرنسي في مجال التكوين المنصوص عليه في برنامج صندوق التضامن ذي الأولوية بين البلدين (أف أس بي- FSP)، والموقع عليه عام 2008. وقبل إجراء المناورة في أربعة مواقع تحاكي تعرض هذه المناطق لزلزال، وتكون بالتالي موضوعا لتدخل الحماية المدنية الجزائرية والأمن المدني الفرنسي، في مجال الإنقاذ ورفع الردوم، تم تنصيب بمقر الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل مقر القيادة المشتركة للمناورة التي انطلقت على الساعة الثانية بعد الظهر ودامت 5 ساعات في مواقع مختارة تحاكي فعلا وضعا زلزاليا، وهي المحمدية، المصنع السابق للقرميد بالحراش، وبنايات بسيدي امحمد وحسيبة بن بوعلي. وتم خلال هذا التمرين التطبيقي لمادة الإنقاذ ورفع الردوم التي تلقى بشأنها المتربصون من كلا البلدين، تكوينا نظريا الأسبوع الماضي، بالوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالدار البيضاء، أشرف عليه مكونون فرنسيون وجزائريون ومس المستوى الثالث الذي يؤهل هؤلاء المتربصين لكي يصبحوا بدورهم مكونين، وضباطا في القيادة وقادة للفرق المتخصصة. ولإنجاح المناورة تم تحضير كل الوسائل البشرية والمادية حيث تم تخصيص فرقتين مختصتين في مجال الإنقاذ ورفع الردوم من البلدين تتكون كل واحدة من 66 عنصرا، إضافة إلى تمتع كل فرقة بأربعة مكونين و8 مقيمين، كما تم التسلح بكل الوسائل التقنية والتكنولوجية على غرار أجهزة تعمل بالأشعة ما فوق الحمراء والكاميرات البيومترية وأجهزة معالجة المياه وأجهزة التنفس تحت الأنقاض واستعمال الكلاب المدربة وأجهزة الاتصالات اللاسلكية والهاتف المحمول، وهي كلها وسائل مربوطة مباشرة بمقر القيادة وفي اتصال دائم بها، وهو ما شرحه لنا قائد الوحدة العقيد هلاوي كمال. وعن أهمية هذا التعاون بين الحماية المدنية ومديرية الأمن المدني الفرنسية، أوضح المقدم مارك دوما أن هذه الشراكة مفيدة للطرفين، حيث تسمح لهما باكتشاف أفضل التقنيات والوسائل في مجال الإنقاذ ورفع الردوم. وأضاف أنه لدينا نفس التقنيات والهدف هو توحيد أسلوب العمل عند التدخل في حالة الكوارث الطبيعية التي أصبحت تتطلب تعاونا دوليا، صار منظما ومدعوما من طرف منظمة الأممالمتحدة. وعن الخصوصية التي تميز الحماية المدنية الجزائرية قال السيد دوما "إنها الاحترافية التي تتميز بها الحماية المدنية الجزائرية وتنظيمها الجيد مركزيا وانتشارها على مستوى كافة التراب الوطني، الشيء الذي سمح لها بأن تكون أكثر انضباطا واحترافية، وأكثر فعالية في عملها لاسيما أثناء الكوارث". "ولقد اشتغلنا معا في زلزال بومرداس، وحريق مارسيليا 2003، ولمسنا كل هذه الخصوصية وهذه الخصال والمميزات التي تتمتع بها الحماية المدنية الجزائرية". ومن جانبه أوضح قائد وحدة التدريب والتدخل للدار البيضاء، العقيد هلاوي كمال، أن التكوين المستمر هو أساس نجاح عمل الحماية المدنية، وهناك برنامج تكويني ثري في مجال التدخل والإنقاذ لسنة 2010، ويشمل كل المواد أو التخصصات، وأضاف أنه بفضل هذا التكوين، وصلت الحماية المدنية في السنوات الأخيرة إلى بلوغ المعايير الدولية من حيث التكوين والوسائل على حد سواء.