أريد الفوز باللقب الإفريقي والمرور إلى الدور الثاني في المونديال في هذا الحوار المترجم عن موقع "دي. زاد.فوت"، يتحدث المدافع الدولي القوي، مجيد بوقرة، عن كل شيء يتعلق بالمنتخب الوطني، حاضره ومستقبله المشاركة في كأس أمم إفريقيا والعالم وأيضا عن مشواره الشخصي في التصفيات وموقفه من احتمال تدعيم صفوف المنتخب بلاعبين جدد لم يسبق لهم المشاركة في التصفيات... - أولا، نهنئك على اختيارك من طرف رواد الأنترنت من بين أفضل اللاعبين الجزائريين الناشطين في أوروبا؟ * هذا اعتراف جميل وأحسن مكافأة يمكن أن ينالها لاعب بذل جهودا كبيرة ومتواصلة، من أجل تحسين مستواه والمساهمة في تحقيق النتائج، أنا فخور بذلك. - أنت أول مدافع ينال هذا الشرف لأن الجماهير في العادة تختار المهاجمين؟ * هذا صحيح، خاصة وأن هناك لاعبين ممتازين في خط الوسط والهجوم على غرار، زياني وغزال ومطمور، أن يتقدم مدافع على مهاجمين فهذا يعني أنني كنت عند حسن ظن الجميع، وأنا سعيد أكثر بمساهمتي في خط الهجوم وبناء الهجمات وقد تمكنت من التسجيل تماما كما فعل عنتر يحيى. - هل تعتقد أن بروز المدافعين في الهجوم يعود إلى تراجع مردود المهاجمين؟ * لا أعتقد ذلك، لأن الأهداف التي سجلناها نحن المدافعين كانت من كرات ثابتة، نحن لا نشارك في الهجمات بصورة دائمة، لكن أفضلية المدافعين أنهم يتفوقون على المهاجمين في الضربات الرأسية، لكن مقابل ذلك، نحن لا نعاني أي مشكل في الهجوم، بدليل أننا سجلنا ثلاثة أهداف في مرمى منتخب مصر وهدفين في مرمى زامبيا وثلاثة أخرى في مرمى رواندا، وهو يدل على أن مردود المهاجمين معتبر. - كيف تم استقبالك من طرف زملائك بعد مباراة الخرطوم؟ * بطبيعة الحال الاستقبال كان حارا وحظيت من طرفهم بتهان صادقة وأيضا من طرف المناصرين في المدرجات وحتى في شوارع المدينة، وكم تأثرت بتصريحات بعضهم الذين قالوا لي بأنهم سيتابعون المونديال من أجلي. تأثرت كثيرا بتصريحات أنصار غلاسكو - هل تأثرت بإقصاء رانجرس من كل المنافسات الأوروبية؟ * لا، أبدا، شخصيا كانت مشاركتي الأولى في مثل هذه المنافسات وقد سمحت لي بكسب المزيد من الخبرة والتجربة وقد استفدت منها كثيرا. - ألم تندم على عدم انضمامك إلى فريق بوردو؟ * لا، أنا مرتاح جدا في غلاسكو رانجرز وسعيد بالنتائج المسجلة من طرف بوردو الذي يملك تشكيلة متميزة ومكتملة يشرف على حظوظها مدرب كبير، لكني لست نادما على عدم انضمامي إلى صفوفه، لأن هدفي هذا الموسم كان المشاركة في رابطة أبطال أوروبا لكرة القدم والتأهل إلى المونديال مع المنتخب الوطني وهذا أكبر من أي إنجاز أو طموح آخر. - هل تعتقد أنه من حقك الانضمام إلى فريق كبير؟ * يمكنني اللعب في أي فريق، لكن بشرط أن تكون له طموحات كبيرة، في رانجرز ذقت طعم الفوز بالألقاب وأريد المزيد من الألقاب والإنجازات التي تمثل رهانات وتحديات لا يمكنني العيش بدونها. - لنعد إلى الحديث عن حادثة الحافلة، هل فعلا كنتم خائفين على حياتكم؟ * عندما نزلنا من الطائرة بمطار القاهرة الدولي، حظينا باستقبال جيد لم يكن حارا ولكنه محترم، لكننا لم نكن مرتاحين، حيث شعرنا بنوع من الضغط، استعدنا أمتعتنا بسرعة وركبنا الحافلة، وأتذكر أننا مررنا ببعض المناصرين الجزائريين الذين تنقلوا لاستقبالنا لكنهم منعوهم من ذلك، سرنا نحو الفندق وفجأة سمعنا بعض الأهازيج كانت تبدأ ب "وان، تو، ثري" اعتقدنا أنها لمناصرين جزائريين، قبل أن نكتشف بأنها لمناصرين مصريين قاموا بتحريفها وفجأة تلقينا والحافلة تسير وابلا من الحجارة، لكن ذلك لم يخفنا وعند الاقتراب من الفندق تلقينا وابلا آخر والحافلة كانت متوقفة، وهذا ما أخافنا لأننا أصبحنا فريسة سهلة للمناصرين المصريين، رد فعلنا الأولى كان بطبيعة الحال الاحتماء بالمقاعد، لم نكن نرى شيئا لكننا كنا نسمع كل شيء، في البداية لم نشعر بحجم الأضرار التي لحقت بنا، لكن بعد دخولنا إلى الفندق رأينا أن بعض اللاعبين أصيبوا، لكن أنتم تعرفون ذهنية الجزائري فمثل هذه الأمور لا تخيفنا، وهنا بدأنا في الهتاف "وان، تو، ثري، فيفا لالجيري"، لنؤكد لهم بأننا هنا وأنهم لن يؤثروا علينا. نحن جزائريون ولا أحد يمكنه أن يخيفنا - هل تعتقد أن المباراة كان يجب أن تلعب خارج مصر بعد كل ما حدث؟ * لو حدث ما حدث في أوروبا لألغيت المواجهة، لكن الأمور تختلف في إفريقيا، تحدثت مرة مع اللاعب كانوتي وروى لي أنه خلال مباراة مالي - الطوغو، تعرض أحد اللاعبين لطعنة سكين من طرف مناصر ولم تلغ المباراة. في القاهرة كنا محظوظين بوجود بعثة " قناة بلوس" التي نشرت الخبر فور وقوعه، وإلا فإن الحدث كان سيخضع لتعتيم إعلامي كبير. - هل كنتم متأكدين من فوزكم في مباراة الخرطوم؟ * بعد نهاية مباراة مصر، لا، لكننا استعدنا ثقتنا بعد وصولنا إلى الخرطوم، علمنا من خلال وسائل الإعلام أن عددا كبيرا من الجزائريين سيحلون بالخرطوم لمناصرتنا، وخلال الحصة التدريبية الثانية التي أجريناها هناك قلنا المعطيات أصبحت لصالحنا نحن الآن في وطننا وبعد ذلك كنا متأكدين من الفوز. - هل ستبقى هذه الذكريات عالقة في ذهنك؟ * لا أعتقد لأن الذكرى التي لن أنساها أبدا والتي أستعيد صورها بشكل مستمر، تتعلق بأول مشاركتي كأساسي مع المنتخب الوطني أكابر، وكان ذلك في مباراة نيجيريا التي خسرناها بهدف مقابل صفر، ورغم الهزيمة فهي ذكرى عزيزة علي، خاصة أنني قدمت مردودا طيبا. - حسب اعتقادك، لماذا نجح سعدان في مهمته؟ * بداية، سعدان له خبرة كبيرة وطويلة في ميادين الكرة الإفريقية خاصة، أظنه المدرب الأكثر خبرة في هذا المجال على المستوى العالمي، طريقته في العمل بسيطة جدا ويعرف جيدا كيف يتعامل معنا وكيف يسيرنا، ثقته فينا كبيرة ونحن نحترمه لأنه يشركنا في عمله، حيث يشعرنا دائما بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا لكن دون أن نشعر بالضغط. - هل كنت تتوقع الاستقبال الحار الذي حظيت به التشكيلة بعد عودتها من الخرطوم؟ * ليس بذلك الحجم، كنا نتوقع أن نحظى باستقبال متميز لكن ليس بمثل تلك الطريقة، الأمر كان خارج المعقول. الرئيس بوتفليقة قال لي : "أنت إذن ماجيك" - ... أنصار يقبلون الحافلة؟ * نعم، كان ذلك أمرا غير معقول وجنوني، شخصيا طوال الساعات الثلاث التي قضيناها على الحافلة لم أتوقف عن الصراخ مع الأنصار، كان الأمر محيرا. - ماذا قال لك رئيس الجمهورية؟ * العبارات كانت قصيرة، قال لي فقط: " أنت إذن ماجيك"، فقلت له متعجبا "نعم سيدي"، ثم قال لي بأنني قدوة للشباب الجزائري وشجعني على مواصلة العمل. - بصراحة، هل توافق على انضمام لاعب جديد لم يشارك في التصفيات؟ * أنا مع تدعيم الصفوف ولكن بلاعبين يحبون الجزائر، إذا كان الأمر كذلك فمرحبا به، إذا كان الوافد الجديد سيقدم لنا أشياء إضافية فمصلحة المنتخب فوق كل اعتبار. - طموحات الأنصار كبرت وهي تغذيكم، هل تعتقد بأن ذلك سيؤثر سلبا على مردودكم؟ * حققنا إنجازا كبيرا بتأهلنا إلى المونديال، ولذلك فإن الأنصار يتوقعون منا تحقيق المزيد، بعد احتفالنا بالإنجاز سنطوي الصفحة نهائيا ونفكر فيما ينتظرنا من رهانات، لا أقول بأننا سنفوز باللقب الإفريقي ولكن سنعمل ما بوسعنا لتشريف الكرة الجزائرية. - ما هو هدفكم في أمم إفريقيا؟ * أنا أحب الفوز بالألقاب، إذا ذهبت إلى لواندا فسيكون من أجل الفوز باللقب الإفريقي، هذا أمر مؤكد، لكن أعتقد أن أقل شيء يمكن تحقيقه هو بلوغ المربع الذهبي لتأكيد جدارتنا بالمشاركة في المونديال. - وبالنسبة لكأس العالم؟ * قبل بداية التصفيات لم نكن نحلم بالتأهل، ثم راودنا الحلم بعد فوزنا على المنتخب المصري ثم على المنتخب الزامبي، وبعدها قلنا أن مجرد المشاركة سيكون أكبر إنجاز، لكن بعد تأهلنا كبرت طموحاتنا ونحن نريد المزيد وهذا أمر طبيعي في البشر، فنحن نريد دائما الأكثر. هدفنا سيكون من دون شك المرور إلى الدور الثاني والذهاب بعيدا قدر الإمكان، كأس العالم هي أكبر منافسة عالمية، ستكون مشاركتنا الأولى مع منتخبات عريقة جدا وسنعمل ما بوسعنا من أجل تشريف الكرة الجزائرية. - كأس إفريقيا ستسمح لخصومنا بالوقوف على قدراتنا؟ * لا، الأمر يختلف، اللعب ضد منتخبات إفريقية يختلف عن اللعب أمام منتخبات أوروبية أو أمريكية. - بلومي قال بأن "الخضر" لهم إمكانيات كبيرة للظهور بقوة ضد منتخب إنكلترا، هل توافقه الرأي؟ * نعم أوافقة الرأي، رغم أنني اعترف بأن كل اللقاءات مصيرية بالنسبة لنا، منتخب إنكلترا هو المرشح الأول للتأهل إلى الدور الثاني لكن حظوظنا في الفوز عليه قائمة. - وماذا عن منتخب أمريكا؟ * منتخب قوي، يشارك باستمرار في المونديال، زميلي في الفريق بيسلي سبق له المشاركة في المونديال ثلاث مرات بالرغم من أن سنه لا يتجاوز ال 25 مثلي، وهذا يعني أن لاعبي هذا المنتخب يملكون خبرة وتجربة، وهذا يدفعنا إلى احترام هذا الخصم وعدم الاستخفاف بقدراته أو التقليل من حظوظه في التأهل.