من بين الأجنحة التي شدت انتباه الجمهور والتي عرفت إقبالا كبيرا في الصالون الوطني الأول للنشاط المصغر برياض الفتح، جناح الحرفي ناجم بن يوسف، القادم من ولاية عين الدفلى، الذي يصنع روائع من خلال النقر على الزجاج بكل أنواعه، الحرفة تعلمها منذ 19 سنة ويمارسها لحد الآن، حيث يرسم ويكتب على الزجاج ليترك نقوشا مميزة وجميلة، جعلت زوار المعرض يتهافتون عليه من أجل كتابة أسمائهم وذكرياتهم على الكؤوس، التي أحضرها وخصصها لهذه المناسبة، وأكد أن مشاركته في المعارض هي الوسيلة الوحيدة للتعريف بحرفته وتسويق منتجاته. السيد ناجم تحصل على قرض مصغر، في إطار الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، الشيء الذي مكنه من اقتناء الآلة الخاصة بالنقش على الزجاج وهي تعد تقليدية، حيث يرى أن هذه الآلة أحسن من الآلة الحديثة، لأن هذه الأخيرة التي يستعملها أيضا جراحو الأسنان لديها عيوب، كون استعمالها يسبب تطاير الغبار، مما يؤدي إلى ضرر بالعين، لكن القديمة وباستعمال الماء في كل مرة تسمح بالنقش على الزجاج بكل أمان. وقد شرع هذا الحرفي في صنع أجمل المنحوتات على كل أنواع الزجاج، منذ 19 سنة، يقول: "هذه الحرفة تعتبر جديدة وقديمة في نفس الوقت، بدأتها منذ 19 سنة عن طريق إجراء تربص". وقد تكون الكثير من الشباب آنذاك على هذه الحرفة، منهم من تمسك بها ومنهم من تركها وأهملها. ويضيف ناجم بن يوسف: "الذين تمسكوا بهذه الحرفة، ليسوا كثيرين وهذه الأقلية تبرز أعمالها من خلال المعرض التي تشارك فيها". هذه الأخيرة فرصة بالنسبة لهؤلاء المحترفين ومنهم ناجم، للتعريف بحرفتهم ومعرفة ما يطلبه الزبائن، يقول الحرفي ناجم : " هذه المعارض تعد فرصة لمعرفة ما هي نوعية المنتجات الأكثر طلبا والتي تعجب الزبائن الذين يقبلون على ما نصنعه". وتعد هذه الحرفة مصدر رزق محدثنا مثلما يقول : " لقد أحببت هذه الحرفة، التي تعد مصدر رزقي، وحتى إن كانت هناك بعض الصعوبات إلا أن حبي لهذه المهنة جعلني أمارسها بكل صبر وبكل مثابرة". وينقر ناجم على كل أنواع الزجاج مهما كان سمكه، بتقنية كبيرة وبتمعن وإتقان، حيث قام بالنقش على المصابيح الكهربائية أيضا، ويكتب ما يطلبه الزبون منه من أسماء أو رسومات مختلفة، وجدنا عنده في المعرض كؤوسا جميلة، كما أن هناك بعض الأشكال التي يقول السيد ناجم أنها راسخة في ذهنه يقوم بتجسيدها على الزجاج، وهو يفضل الكتابة باللغة الفرنسية نظرا لسهولتها - كما يقول - غير أنه اجتهد بطلب منا وكتب اسم جريدة "المساء" باللغة العربية على إحدى الكؤوس بكل إتقان. وتبقى هذه الحرفة صعبة، حيث يعترف الحرفي ناجم، بأنه ليس هناك أي مجال للخطأ في النقش على الزجاج : " لا يمكن أن تخطئ أبدا في هذه العملية، لأن أي خطأ سيكلفك غاليا". ويبقى نشاط هذا الحرفي محددا لأنه يجد صعوبات كبيرة، مثلما يقول، فيما يخص التعريف بمنتوجه وتسويقه أيضا: " أغتنم مواسم السياحة عادة من أجل العمل مع السياح، لكن ليس لدي مقر مستقر، ولهذا أطلب من المسؤولين أن يهتموا بهذه الحرفة، فمن غير المعقول أن أمارس نشاطي في محل خارج المدينة وفي مكان معزول، هذا ما أعاني منه في عين الدفلى".