وقف المتهم المدعو (ح.ا) البالغ من العمر 24 سنة أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران معترفا بقتله للشقيقين (ب.ب) و(ب.ق) في العشرينيات من عمرهما بتوجيهه لهما 194 طعنة بواسطة السلاح الأبيض، وقد قضت المحكمة في حقه جراء دلك بالمؤبد، فيما التمست النيابة العامة في حقه عقوبة الإعدام. تعود أحداث القضية إلى تاريخ 5 نوفمبر 2008 وبالضبط بجسر شكلاوة الواقع بالطريق الوطني رقم 11 عندما وردت إلى مصالح الدرك الوطني مكالمة هاتفية مفادها وجود شخص مرمي على الطريق هناك، وبعد الانتقال إلى عين المكان تم العثور على جثة الأخ الأكبر (ب ق) الذي وجهت له 147 طعنة حسب تقرير تشريح الجثة، وعلى بعد بضع أمتار عثر على جثة الآخر الذي كان مرميا بمحاذاة السكة الحديدة بعدما تعرض إلى 47 طعنة هو الآخر. توجه رجال الدرك الوطني بعد ذلك إلى منزلهما حيث صرحت شقيقتهما بأن آخر شخص كان برفقتهما هو المتهم (ح ا)، وهذا إثر مرور كليهما بالبيت على متن سيارة من نوع كليو بيضاء اللون بعدما نسي أحدهما هاتفه النقال، وقد كان برفقتهما المتهم، كما وضحت بأنه كان جارهم بالسابق قبل أن تغير عائلته مقر إقامتها ببلدية قديل. بعد التنقل إلى بيت المتهم، وجدت سيارة الضحيتين مركونة في الطريق هناك، فيما بقي هو في حالة فرار إلى حين تسليم نفسه لمصالح الدرك الوطني بعد 24 ساعة، وقد اعترف بالأفعال المنسوبة إليه خلال جميع مراحل التحقيق وصرح بأنه عندما كان برفقة الضحيتين بالسيارة حاولا الاعتداء عليه جنسيا بعدما احتسوا الخمر، فراح يدافع عن نفسه بسحبه سلاحه الأبيض ثم وجه طعنة للمدعو (ب.ب) الذي كان بجانبه بالسيارة وبعدها لاذ بالفرار، إلا أن المدعو (ب.ق) أمسكه وأسقطه أرضا وهناك ضربه المتهم بواسطة صخرة ثم انهال علية بالطعنات، وبعدما تأكد من موته رجع إلى الآخر الذي كان مغمى عليه بالسيارة وأضاف عدة طعنات لم يذكر عددها. نفس الأقوال جاءت على لسان المتهم أمام محكمة الجنايات، مؤكدا أنه لم يتعمد قتلهما وأنه كان في حالة سكر ولم يكن يدرك ماذا كان يفعل، أما دفاع الطرف المدني فقد استغرب من قدرته على قتل شقيقين اثنين في مدة زمنية قصيرة، فيما لم يتعرض هو إلى أي أذى، وعليه طالب بالتحقيق في هذه الجريمة كونها ارتكبت من طرف عدة أشخاص لامحال، خاصة وأن الضحيتين قويتا البنية، وقد استنكرت النيابة العامة الوقائع هي الأخرى خلال المرافعة، خاصة وأن المتهم وجه الكثير من الطعنات إلى الضحيتين من دون رحمة أو شفقة كما استبعدت تبرير محاولة الاعتداء الجنسي الذي احتج به، أما دفاع المتهم فقد طالب بتقرير نفسي عن الجاني بحكم أنه يعاني من بعض الاضطرابات النفسية مطالبا في الأخير بالاستفادة من ظروف التخفيف.