حقق المنتخب الوطني لكرة القدم أمس ما كان منتظرا منه، وصعد بدون عناء إلى الدور الثاني من منافسات كأس إفريقيا للأمم، المقامة حاليا بأنغولا في أعقاب تعادله السلبي صفر لصفر أمام منتخب البلد المنظم أنغولا.المنتخب الجزائري الذي كان محكوما عليه تحقيق الفوز، لعب من أجل ذلك لكن سوء الطالع لم يمكنه من النقاط الثلاث التي لاحت أمامه على امتداد الشوطين وفي أكثر من مرة. ويبدو أن المنتخب الجزائري وبصرف النظر عن الخدمة التي قدمتها له نتيجة المباراة الثانية بين المالاوي والمالي والتي عادت بنتيجة ثلاثة أهداف لواحد لصالح هذا الأخير، قد تمكن من تسيير هذه المباراة التي كانت اشبه بفخ، لأن لاعبينا وعلى امتداد الشوطين كانت افكارهم مشتتة بين المباراة التي يخوضونها امام منتخب البلد المنظم والثانية التي كانت اخبارها مزعجة في بعض احيانها خاصة بعد ان تقلص الفارق بين المالي والمالاوي الى هدف واحد. كما تمكن المنتخب الوطني من رفع التحدي بل وتسيير المباراة تارة بالاندفاعالى الهجوم وفي حالات أخرى بتسيير منطقته من خلال التشويش على الخصم الذي كان يخشى بدوره المجازفة وربما كان يسره ان تنتهي المباراة بنتيجة التعادل التي كانت تشكل بالنسبة اليه مفتاح التأهل، خاصة وان فرضيتين كانتالصالحه "التعادل أو الفوز" لكن مع تفادي الفرضية الثالثة التي هي الهزيمة حتى لا يقع فريسة حسابات المباراة الثانية.. وقد تجسد تركيز المنتخب الوطني في دفاعه الذي كان اكثر هدوءا وكانت أخطاؤه قليلة وحتى إذا لاحت فهي قليلة ايضا، لأن الحارس شاوشي كان في هذه المباراة بمثابة صمام امان لرفاقه، كما كان بلحاج اقل مجازفة بالكرة وبدون الكرة، فيما كان ماجيك "بوقرة" وكالعادة صخرة استندت على العيفاوي على الظهير مع ميول خط الوسط بقيادة الثلاثي منصوري ويبدة وزياني الى مساعدة هذا الخط عند الضرورة، وهنا لابد من التنويه بالدور الذي لعبه كل هؤلاء الذين استفادوا من قوة مطمورعلى اليمين والذي يميل للعب الى الوسط الذي اعتمد هذه المرة على الوافد الجديد بوعزة الذي كاد في واحدة من اللقطات ان يغيير وجه المباراة لولا الحظ الذي حالف المنتخب المحلي. والملاحظ أن المنتخب الوطني قد لعب بذكاء كبير وتسيد الشوط الاول بفضل انتشاره وطريقة اللعب التي اعتمدها رابح سعدان، الذي عرف كيف يوظف الاوراق التي بحوزته والتي كانت جد مؤثرة الى ابعد الحدود وربما كانت جريئة في تعاملها مع حساسية المباراة وقوة الخصم الذي تراجع أمامها ورضي بالتمركز في منطقته. الشوط الثاني من المباراة خاضه المنتخب الوطني بنفس الإرادة وكان اكثر انضباطا واحسن انتشارا فوق الميدان بالرغم من المعطيات التي املتها تقلبات نتيجة المباراة الثانية، وقد رأينا كيف كان يسير ابناء سعدان دقائق اللقاء الى درجة ان لاعبينا الذين حرصوا على ان تبقى شباكهم نظيفة، استطاعوا أيضا ان يبعدوا الخصم الانغولى عن منطقتهم لعدة دقائق، خاصة بعد ان سجل الماليون هدفهم الثالث الذي حرر سعدان فكانت توجيهاته من خط التماس هادئة ومركزة كما حرر لاعبينا الذين تحولوا للاستعراض تارة ولإحتكار الكرة تارة أخرى، بعد ان تأكد لهم ان الخصم الذي أطمأن للنتيجة لا يريد الاحتكاك، خاصة وان هذا الاحتكاك قد كلفه إصابة اثنين من احسن لاعبيه على امتداد هذا الشوط، كما ان غياب فلافيو كرأس حربة قد افقد الانغوليين نكهة اللعب. وهكذا تحقق التأهل وسقطت رهانات الذين توقعوا للجزائريين خروجا مذلا في الدور الاول من المنافسة لتبقى المغامرة متواصلة، وبتواصلها تزداد الرغبة في تقديم ما هو احسن ويشرف كل العرب الذين عايشوا معنا مثل هذه المغامرة التي كانت محفوفة بكل المخاطر بعد مباراة مالاوي التي أسالت العرق البارد لكل الجزائريين وكل الذين كان يسعدهم أي تألق، عكس الذين تضرعوا لله ان تنهزم الجزائر، وكانوا يرسلون بتقارير يومية لخصومها ولعل في اعتراف المدرب المصري حسن البدري، ما يؤكد بأن هناك من كانوا يحفرون لنا في الظلام .... بطاقة اللقاء ملعب أول نوفمبر بلواندا، جمهور غفير، أرضية ميدان سيئة، طقس معتدل، تحكيم للجنوب افريقي جيروم دامون بمساعدة رضوان عشيق من المغرب وكينيث شيشانغو من زامبيا. الإنذارات: مطمور (15) والعيفاوي (د40) التشكيلتان: الجزائر: شاوشي، العيفاوي، بلحاج، بوقرة، حليش، منصوري، مطمور (عبدون د89)، يبدة، زياني، بوعزة (مغني 68د) وغزال. المدرب: رابح سعدان انغولا: كارلوس، روي ماركيس، كالي، زويلا (كاريس 53)، شارا، جالما، جاموينا، مابين، جيلبرتو، مانوشو (جونسون د90+1)، زيكالونغا (جوب د65). المدرب: جوزي مانويل