أخذت محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران المدعو (ص.م) البالغ من العمر 61 بأقصى ظروف التخفيف وأصدرت في حقه عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا بدلا من 20 سنة سجنا نافذا كان قد التمسها في حقه ممثل الحق العام، لتورطه في قضية الزراعة غير الشرعية للقنب الهندي. وقد تمت معاينة حقله الذي زرعت فيه بذور الطماطم بقرية كريشتل بتاريخ 17 أبريل 2009 من طرف رجال الدرك الوطني لبلدية قديل، وهذا بناء على معلومات وردت إليهم، حيث تم اكتشاف نبتة طولها 23 سنتيمترا كانت مغروسة بمساحة مترين2 مربع من ذلك الحقل، أثبتت التحليلات الكيميائية أنها نبتة مهلوسة من نوع القنب الهندي. المتهم أنكر الأفعال المنسوبة إليه منذ التحقيق الأولي وقال إنه لا عاقة له بالقضية، حيث أكد أنه قد زرع في السابق بذور الطماطم، وفي إحدى الايام لاحظ تلك النبتة تنمو، فراح يسقيها حتى تكبر قليلا كي يتعرف على نوعها، وبعد مدة تفاجأ برجال الدرك الوطني يوقفونه على أساس زراعة المخدرات. هذا وقد أثبتت الخبرة العلمية أن المتهم قد زرع القنب الهندي في وسط حقل الطماطم للتمويه، خاصة وأن النبتة وجدت لوحدها بالحقل. بعد إيداع المتهم الحبس المؤقت وفتح تحقيق بالقضية التي تعد الأولى من نوعها بمحاكم وهران، كيّفت هذه الاخيرة مباشرة إلى جناية، وقد أنكر المتهم الافعال المنسوبة إليه عبر جميع مراحل التحقيق، وكذا أمام هيئة محكمة الجنايات حيث جاء بالتصريحات السابقة، وصرح بأنه كان يظن أنها من النباتات الضارة، الأمر الذي جعل رئيس الجلسة يسأله عن سبب تركها تنمو وهو يعلم بأن قلع الحشائش الضارة بالفلاحة أمر ضروري لضمان سلامة المنتوج، إلا أن المتهم تمسك بالتصريحات السابقة فقط، ولم يعط جوابا مقنعا عن هذا السؤال، وقد أثبتت الخبرة الاجتماعية أنه كان في السابق يتناول المخدرات من نوع القنب الهندي، كما أنه فلاح وينحدر من عائلة بسيطة وله 9 أبناء، وقد طالبت هيئة الدفاع إفادته بالبراءة، كون أن عدد نباتات القنب الهندي التي كانت متواجدة بالحقل هو نبتة واحدة فقط، مع الأخذ بعين الاعتبار سنه المتقدم.