يبدو ان المدرب الوطني رابح سعدان قد وضع يده على العصافير النادرة التي بحث عنها مطولا، وها هو يثمن تلك الاكتشافات من منافسة إلى أخرى، حيث بات يتفاعل معها الرأي العام الكروي محليا، كما باتت اختياراته محط اعجاب النقاد العرب وغيرهم ممن صنفوا بعض لاعبينا المحترفين من أهم وجوه الجيل الجديد الذي يكمن الاعتماد عليه في المستقبل القريب، ويعد اللاعب حسن يبدة المحترف في صفوف نادي بورتسموث الانكليزي واحدا من هذه الوجوه بل وأكثرها استقطابا للنقاد وقبولا عند الجماهير الكروية، "المساء" التقت يبدة وحاورته في العديد من الجوانب من خلال الحوار التالي الذي دار على هامش مباراة الجزائر انغولا. - يقول النقاد ان يبدة لا يحتاج لوقت طويل للتكيف مع المنتخب فبماذا ترجع ذلك ؟ * في الحقيقة ليس هناك سر بقدر ما هناك إرادة في تقديم احسن ما عندي من أجل المنتخب الوطني والألوان الوطنية، ثم العمل الجاد الذي يجب القيام به، لأن ضمان مكان أساسي في المنتخب يتطلب من اللاعب ان يبلل قميصة وبالتالي تأكيد أحقيته في المركز الذي أسند إليه. - وهل أنت واثق من انك فعلا قد أديت ما عليك ؟ * قد أكون مخطئا إذا قلت نعم، واظن ان الحكم نتركه للمدرب -وانا مرتاح من هذا الجانب- وكذا رضا الجماهير، وفي هذه الحالة أنا مطالب ببذل المزيد من الجهد، لأن رضا الجماهير صعب وصعب جدا، والجمهور الجزائري ذواق ويعرف الكرة جيدا ويحب التحدي ويجب على اللاعب ان يكون في مستوى تطلعاته. - هل يمكن القول ان يبدة متجاوب مع هذه التطلعات ؟ * قلت ان جمهورنا ذواق ويعرف الكرة ويعشق اللعب الرجولي الجميل، ولدي انطباعات تقول ان هذا الجمهور راض على المنتخب كمجموعة، اما المعجبون بأدائي فهم كثيرون وفيهم من يتواصل معي ببرقيات الاعجاب والتشجيع. - هل نفهم من هذا ان يبدة قد دخل فعلا في حسابات الجماهير؟ * الجماهير يكفي ان تحسسها بأنك جاد ولا تميل الى الغش أو التحايل، فهي إذا توسمت فيك مثل هذه الخصائص أكيد انها تبادلك بما هو أجمل أي ثقتها، والحمد لله إن تشجيع هذه الجماهير يزيدني ثقة ويحثني على بذل اقصى جهد فوق الميدان. - لو تحدثنا صراحة عن أجواء المنتخب الوطني كيف تقدمه للجمهور الجزائري؟ * صدقوني إنه جو أخوي رائع وأكثر من رائع، و يخطئ من يعتقد ان الجو غير هذا، صحيح ان بعض الاشياء تحدث بين اللاعبين مثل ما يحدث داخل العائلة الصغيرة أوقليلة الافراد، لكن لا يلبث ان يزول الاحتقان ويعم الود والوئام، وهذا طبعا بكم. فلولا شعور كل واحد منا بأننا ندافع على سمعة بلدنا ما سمع بنا أحد. - وهل هذا الشعور نجده عند كل اللاعبين في الفريق الوطني ؟ * طبعا هذا ما لمسته عند كل زملائي، انهم فعلا لاعبون محترفون ويشعرون بثقل المسؤولية الملقاة على عاتق كل واحد منهم. - ماذا عن حادثة لموشية وعراك اوسرير وشاوشي ؟ * فيما يخص الشطر الأول من السؤال ليس هناك حادثة تستحق أية ضجة والمدرب رابح سعدان جدير بالرد وحتى لموشية بإمكانه الحديث وشرح الاسباب التي دفعته لمغادرة المنتخب الوطني، اما فيما يخص الشطر الثاني من السؤال فالإجابة عنه لا تستحق أكثر من القول ليس هناك ما يستحق الحديث عنه، لأن الحارسين يتدربان سويا ويمرحان سويا ويتبادلان النصائح أخويا. - كيف هي معاملة المدرب رابح سعدان للاعبين في مثل بعض هذه المواقف المحرجة في بعض الاحيان ؟ * سعدان من طينة المدربين الكبار الذين يعرفون إدارة ما يعرف بالازمات وهو يتعامل مع أدق التفاصيل داخل المنتخب الوطني، يعالج المواقف الحساسة بحكمة وبعيدا عن الاضواء، صارما كالصخرة ولينا كخيط الحرير، فهو مدرب متفوق وناجح وكفؤ ومثل هذه الخصائص لا يتوفر عليها إلا من أهّل منتخب بلده إلى ثلاث مونديالات، انه يملك سجلا يتمناه كل مدرب يبحث عن المجد. - اظن أربع مونديالات ؟ * فعلا، لأنه قاد المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم للأواسط بطوكيو عام 1978، انه سجل رائع يتمناه كل مدرب. - سمعنا ان هناك اتصالات كثيرة بيبدة من أندية انكليزية وغيرها، فهل بالامكان ان تضع قراءنا في الصورة ؟ * في الحقيقة ان ما يشاع فيه الصح وفيه التخمينات الصحفية وفيه بعض الهمس من هنا وهناك، لكن حتى الآن يبدة لا يفكر إلا في الكان، وعند الانتهاء من هذه المهمة ستكون هناك قراءات وربما تسريبات. - لكن فريقك بورتسموث يفكر في بيع نجومه لوجوده على حافة الافلاس ؟ * هذه الحقائق لا ينكرها أحد وهو يجتهد في بيع البعض لايجاد موارد مالية ينقذ بها النادي من الوضع الذي يتخبط فيه وكل ذلك يخص إدارته، اما أنا فإني أرى المستقبل أمامي، لأنني مازلت في مقتبل العمر والمغازلون كثيرون. - وإذا عدنا للحديث عن المنتخب الوطني ماذا ينقصه وما هي العوائق التي حالت دون ظهوره بوجهه المعتاد ؟ * منتخبنا شاب وطموح وهو في حاجة لثقة جماهيره للمواصلة سويا على درب التألق واظن ان مشواره حتى الآن لا يدعو الى القلق، ويكفي القول انه متأهل للمونديال وذلك ما كان ينتظره جمهوره الوفي، كما انه متأهل الى الدور الثاني من منافسات كأس افريقيا للامم، وهذا يعني انه قطع مشوارا جيدا يتمناه كل منتخب شاب، لذلك أقول لماذا القلق على المنتخب. اما ماذا ينقصه، فهناك من يقول الفعالية وهناك من يتحدث عن نقص الاهداف ولكل رأيه وإذا سلمنا بأن الفعالية ناقصة، فأظن ان هذا الجانب يمكن تغذيته بالمزيد من الاحتكاك والصبر والتوفيق، والمدرب الوطني يعي ما يفعل وبحول الله سنخرج بخلاصة مفيدة من الكان الافريقي. - لكنك لم تقل لنا ماهي حظوظ المنتخب الوطني في دورة انغولا ؟ * حظوظنا قائمة ومتساوية مع كبار الدور ربع النهائي. - ألا ترى بأن الخصم القادم من القطط السمينة. * في مثل هذا الدور ليس هناك سمين ونحيف ونحن لا نخشى منتخب كوت ديفوار وعليه ان يخشانا ويسأل عنا ايضا ؟ - وهل يتمنى يبدة ان يلتقي ثانية بمنتخب الفراعنة ؟ * لقد جربناه بدون حجارته في ام درمان واظنه يتمنى عدم مواجهتنا للمرة الرابعة في ظرف قياسي، ذلك ليس من مصلحته، وعلى العموم نحن نرحب به وبكل روح رياضية لأنه يصلح كمنافس في طبقنا التحضيري للمونديال.