إفريقيا مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بتكثيف جهودها من أجل تطليق ثقافة العنف مهما كانت بواعثه عرقية أو اثنية، سياسية أو اجتماعية·· لأنه باختصار ليست حلاً لما تتخبط فيه من فقر وأمراض وأمية وأمراض اجتماعية وسياسية· وقد آن الأوان للشعوب الإفريقية وزعمائها وأحزابها السياسية أن تعمل بالحكمة القائلة بأن "ما تستطيع أن تحصل عليه بالقوة يمكن أن تحصل على أحسن منه بالمعرفة" والمعرفة هنا هو أن يعرف الفرقاء كيف لايتقاتلون عندما يختلفون وأن يحلوا خلافاتهم بالحوار والتحلي بالحكمة عندما تتطلب المواقف شيئا من التنازلات من هذا الطرف أو ذاك· وأكثر من ذلك يجب أن يعي الأفارقة أن أي خلاف يولد العنف هو إضعاف لإفريقيا على المستوى القطري أو الجهوي أو القاري لما تؤول إليه الأوضاع من كر وفر من تقاتل وتغذية للأحقاد العرقية والاثنية والسياسية لأسباب تكاد تكون في معظمها تافهة لم تكن لتحدث لو تخلى معدوها عن أنانياتهم الشخصية والحزبية أو العرقية والاثنية· يجب أن يفهم الأفارقة خاصة من هم في نزاعات داخلية أو مع جيرانهم بأن افريقيا في وضع اقتصادي واجتماعي لاتحسد عليه وهم في حاجة إلى التعاون والتفاهم وليسوا في حاجة إلى تناحر وتقاتل من أجل لاشيء· إن القارة غنية بثرواتها الباطنية وطاقتها البشرية التي عليها أن تستغلها للبناء الاقتصادي والرفاه الاجتماعي وليس العكس ذلك أن شعوبها تتطلع إلى اليوم الذي تضمد فيه جراحاتها وتنسى أحقادها وتعيش ثمار تفاهمها وتكاملها الاقتصادي والثقافي الثري·