باتت مدينة قسنطينة تعرف اختناقا شديدا نتيجة تشبع خطوطها بحافلات النقل الجماعي، التي صارت تثير سخطا شديدا لدى المواطن القسنطيني نتيجة ممارسات السائقين وخروقاتهم، ولعل ما زاد الطين بلة كون المدينة مركز عبور للوافدين من ولايات الشرق الجزائري، إذ تعرف يوميا توافد ملحوطا للزائرين··· وبذك فإن المصالح المعنية بقطاع النقل في المدينة اصبحت لا تتحكم في الوضع، فقد طغى عدد كبير من الحافلات والسيارات على الخطوط المخصصة للنقل، وأصبح كل من هب ودب يدخل هذا القطاع الحساس، أضف الى ذلك أشرطة الموسيقى الرديئة المستوى التي تنبعث منها دون احترام للركاب، وعليه فإن فوضى الناقلين الخواص لا تزال تشكل الديكور اليومي لمختلف محطات التوقف بالولاية وخاصة عبر الخط الرابط بين محطة كركري وجبل الوحش، والذي يعرف هو الآخر اختناقا كبيرا، إذ أن التوقف بالمحطات الثانوية به وخاصة بحي الدقسي، اصبح يشكل كابوسا آخر وذلك جراء تماطل السائقين بهذه المحطات، وعلى العكس من هذا، فإن بعض الخطوط لا توجد بها الحافلات بالقدر الكافي، إما لأن الطرق بها مهترئة كما هو الحال بالنسبة لحي 900 مسكن بالخروب او لنقص الكثافة السكانية·· ويبقى المواطن في الأخير هو الضحية، والمسؤولية تقع على عاتق المصالح التي ساعدت في خنق المدينة بحافلات النقل الجماعي، وخلفت بذلك خطوط جد متشبعة ونتج عن هذا ظاهرة السير بممرات غير مخصصة لهم، حتى ان تحذيرات مصالح الأمن تبقى في كثير من الاحيان مجرد صرخة في واد، ويبقى اصلاح هذا الاعوجاج من قبل السلطات المعنية عالقا، إذ أنه كلما يتم توقيف البعض من هؤلاء خلال عمليات الفحص الدائم يعودون إلى ممارساتهم وكأن الأمر عاد· هذا وفي ظل غياب عقوبات صارمة من شأنها الحد من هذه المخالفات التي اصبحت عارا يزعج المواطنين·· وفي انتظار انجاز مخطط جديد وواقعي للنقل بالولاية، تبقى عاصمة الشرق تعيش على وقع فوضى الناقلين·