تعهّد وفد من الكونغرس الأمريكي أمس بالجزائر العاصمة بنقل انشغال الجزائر بخصوص قرار إدراجها في قائمة الدول المعنية بتفتيش رعاياها في المطارات الأمريكية الى المسؤولين بالإدارة الأمريكية، وأشار الى أن مطلب الجزائر بحذفها من القائمة مشروع بالنظر الى تجربتها في مكافحة الإرهاب والتنسيق الفعال في مكافحة الظاهرة. وقالت ريما دولين أحد أعضاء هذا الوفد الذي استضافه مركز الشعب للدراسات الاستراتيجية، أمس، في لقاء خص للنقاش وتبادل الأفكار حول عدة قضايا مصيرية، إقليمية ودولية،أن مثل هذه الإجراءات يمكن مراجعتها بصفة جدية من طرف الادارة الأمريكية، حيث ستتكفل شخصيا بنقل هذا الانشغال إلى وزارة الداخلية الأمريكية التي ستأخذ بعين الاعتبار كل هذه المسائل للتخفيف من الضغوط المفروضة على المواطن الجزائري بالمطارات الأمريكية. كما أشادت عضو وفد الكونغرس الى الدور الكبير الذي لعبته الجزائر في مكافحة الإرهاب منذ سنوات التسعينيات الى اليوم، لاسيما من خلال تنسيق الجهود الثنائية في مواجهة هذه الآفة العابرة للحدود. وفي هذا الاطار، دعا مايكل أليغزانير مدير الموظفين ولجنة الشؤون الحكومية في الكونغرس الأمريكي الى ضرورة استفادة دول العالم من تجربة الجزائر الثرية في مكافحة آفة الإرهاب. مبديا اهتمام الولاياتالمتحدةالأمريكية بتعزيز التعاون أكثر مع الجزائر في هذا المجال. وفي هذا السياق، ابرز مسؤولو مركز الشعب سعي الجزائر منذ أزيد من عشرية من الزمن لاقناع العالم بحتمية تنسيق التعاون الثنائي لمكافحة هذه الظاهرة، من خلال التذكير بدور الجزائر في دفع هيئة الاممالمتحدة لاصدار قرار تجريم دفع الفدية للارهابيين. كما تمت الاشارة إلى أن الجزائر قد سبق لها ودعت الى ابرام اتفاقيات دولية في اطار الأممالمتحدة والفصل بين الارهاب والكفاح من أجل التحرر. ومن جهته، أكد مدير مركز الشعب للدراسات الاستراتيجية السيد محند برقوق أن الاستراتيجية التي انتهجتها الجزائر في هذا المسعى تقوم على ثلاثة ركائز تتمثل في الركيزة العلمية، والوقائية، والاستباقية. مشددا على ضرورة إيجاد آليات فعالة من خلال الشراكة العالمية لمكافحة الآفة لمنع تطورها واتخاذها أشكالا أخرى كما استدل بمحاولة تفجير الطائرة الأمريكية في ديسمبر الماضي. كما أشار السيد برقوق الى أن الجزائر لازالت تعارض قرار ادراج رعاياها ضمن قائمة البلدان التي يخضع مواطنوها للتفتيش عبر مختلف نقاط الدخول الى الولاياتالمتحدةالأمريكية. مؤكدا أن الشراكة بين البلدين لا تقتصر فقط على الجانب الأمني، بل تتعدى ذلك الى المجالات الأخرى. وبخصوص الصحراء الغربية، أكد ممثلو مركز الشعب أنها تعد قضية تصفية استعمار، وأن مواقف الجزائر بشأنها تبقى ثابتة طبقا للوائح الاممالمتحدة المؤكدة على الحق في تقرير المصير. كما اعتبروا أنه من واجب الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تلعب دورها في حماية حقوق الانسان في المنطقة، وفق نصوص القانون الدولي. وللاشارة، تندرج زيارة الوفد الامريكي الذي يضم 13 عضوا من المساعدين التشريعيين للكونغرس الأمريكي بقيادة السيد ميكائيل ألكسندر الأمين العام للجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية بالكونغرس في اطار بحث وتطوير التعاون التقليدي في مجال التشريع الذي تتطلع إليه الجزائر من خلال الاستفادة من التجربة الأمريكية.