تمكن الأستاذ البلجيكي جون بول سكيفلي أول أمس بالمستشفى الجامعي إسعد حساني ببني مسوس بالجزائر العاصمة، من اجراء خمس عمليات زرع الكلى بصفة تطوعية وبمساعدة مختصين جزائريين على مرضى تتراوح أعمارهم بين 5 و23 سنة. ويتعلق الأمر بأطفال وشباب قدموا من مختلف مناطق الوطن يعانون من تشوه خلقي معقد ومشاكل في المسالك البولية. وتدخل هذه العملية في إطار التعاون الطبي ونقل التكنولوجيا بين الجزائروبلجيكا وكذا تطوير البرنامج الوطني المتعلق بزرع الأعضاء الذي وضعته وزارة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات في سنة 2006. وقد تلقى المرضى الذين أجريت لهم عملية زرع الكلى هذا العضو النبيل من أبويهم وأقاربهم. وحسب الأستاذ محمد بن عباجي رئيس مصلحة أمراض الكلى بمستشفى بني مسوس فإن هناك 12 زوجا متبرعا ومتلقيا قد تمت برمجتهم خلال الأيام القليلة القادمة لهذا النوع من العمليات مذكرا بأن أكثر من مائة زوج آخر ينتظرون دورهم لتلقي زرع الكلى من طرف المختص البلجيكي. وأوضح في هذا الصدد أن هدف المشرفين على هذه العملية يتمثل في بلوغ أكثر من 1200 عملية زرع في السنة، مشيرا الى أن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا بتشجيع عملية نزع الأعضاء من جثث الاشخاص المتوفين حالة توقف نشاط الدماغ. ويرى الأستاذ الطاهر ريان عضو الجمعية الجزائرية لأمراض الكلى من جهته أن نزع الأعضاء من الجثث يتطلب حملة إعلامية وتحسيسية واسعة لدى المجتمع الجزائري لتلبية طلب حوالي 6 آلاف مريض ينتظرون عملية زرع الكلى. وأضاف نفس المختص أن عملية زرع الكلى تعتبر الحل الوحيد والأنجع للمرضى الذين يعانون من القصور الكلوي والبالغ عددهم حاليا 10 آلاف مصاب على المستوى الوطني. ويعلق المختصون آمالا كبيرة على المعهد الوطني للكلى المتواجد مقره بولاية البليدة والذي من المرتقب أن يصبح عمليا عن قريب مثلما أشار إليه هؤلاء المختصون. وللتذكير فإن الأستاذ سكيفلي يقوم بزيارات منتظمة الى الجزائر بدعوة من الجمعية الجزائرية لأمراض الكلى من أجل إجراء عمليات معقدة لزرع الكلى. ويحظى الأستاذ سكيفلي الذي هو جراح ومختص في زرع الأعضاء بسمعة عالمية كبيرة حيث سبق له أن أجرى أكثر من 2000 عملية زرع أعضاء في بلجيكا وفي العديد من البلدان الأخرى عبر العالم.