أجرى الفريق الطبي لمصلحة أمراض الأذن والأنف والحنجرة بمستشفى القبة تحت إشراف الأستاذة، نادية آيت مصباح ياحي، أول أمس، خمس عمليات زرع قوقعات هي الأولى من نوعها لأطفال يعانون من مرض وراثي مستعصي للأذن الداخلية. وأشارت الأستاذة آيت مصباح ياحي إلى أن هذه العمليات جرت بمساعدة الأستاذ جون بيار بيبار من مدينة بوردو الفرنسية، وتتمثل في "التحكم في السائل الذي يخرق غشاء المخ من جهة وزرع القوقعة لعلاج الصم من جهة أخرى". وقالت إن "العملية دقيقة للغاية لأن الأمر يتعلق بإيصال مركز السمع في المخ بالأذن مع إيقاف السائل المتسبب في التشوه، موضحة أن خمسة أطفال من مختلف مناطق الوطن تتراوح أعمارهم بين 13 شهرا وخمس سنوات استفادوا من هذه العملية الدقيقة، مؤكدة بأنه كلما كان السن مبكرا كلما كانت الاستجابة للعلاج أكثر. وبأن الإصابة بالأمراض المنتشرة بالأوساط الاستشفائية والتهاب السحايا من بين المخاطر التي تجعل هذه العملية دقيقة جدا. من جهته، أكد الفريق الطبي بأن الأطفال الذين استفادوا من هذه العملية هم في صحة جيدة. وهم ويخضعون لمتابعة طبية كل شهرين أو ثلاثة أشهر لضبط الجهاز (القوقعة) وإعادة تأهيل حاسة السمع. كما يقوم الأستاذ ستيفان بودري، مختص في العلوم النفسية والنطق والسمع من جامعة بروكسيل، بزيارة دورية لمراقبة التجهيزات الطبية الموجهة لتأهيل حاسة السمع وتدعيم الفريق الطبي وشبه الطبي لمستشفى القبة. ويسهر على مصلحة أمراض الأنف والأذن والحنجرة لمستشفى القبة 6 جراحين و6 مختصين في تأهيل حاستي السمع والنطق، حيث يخضع المستشفى للمقاييس الدولية المتمثلة في تكفل المختص الواحد ب 10 الى 15 طفلا. وقد تم الى حد الآن زراعة 62 قوقوعة لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 9 أشهر و26 سن، في إطار البرنامج الوطني لزرع قوقعات خصص له مليار دينار.