"انها جريمة في حق كرة اليد "، هذه العبارة للمدرب الوطني الأسبق عزيز درواز لخصت بصدق المواجهة المصرية - الجزائرية لحساب الدور نصف النهائي لبطولة افريقيا لكرة اليد التي تستضيفها القاهرة. ما حدث أمس في مجمع قاعات ملعب ناصر بالقاهرة هو سيناريو لمهزلة جديدة كان بطلها مثلما جرت العادة الحكام عبر طبخة أحيكت بإحكام في أروقة الاتحاد الإفريقي للعبة وتحت رعاية رئيس الهيئة الدولية المصري حسن مصطفى. هذه الحقيقة المرة اعترف بها كل الاختصاصيين الذين تابعوا اللقاء واجمعوا على ان برياح ، حماد ، سلاحجي، هادف والآخرين كانوا أبطالا لم يواجهوا خصما واحدا، بل خصوما عدة بداية بثلاثين الف مناصر مصري، مرورا بالحضور الاستفزازي لعلاء مبارك وأعضاء من طاقم الحكومة، ثم وصولا عند الطامة الكبرى المتمثلة في التحكيم الكارثي. المنتخب الوطني أمس قدم أداء رائعا أفضل من ذلك الذي ظهر به أمام " نسور قرطاج "، حيث استطاع من خلال تماسك عناصر الدفاع بقيادة الحارس العملاق سلاحجي الذي اثبت قدرته العالية في التصدي بنجاح لجميع التصويبات، كما خطف حماد باختراقاته الأنظار كأحد أبرز مواطن خطورة "الخضر" بدليل تسجيله لسبع إصابات كاملة، شانه شان برياح الذي كان شبحا مخيفا للحارس المخضرم النقيب. اشبال بوشركريو الذين انهوا الشوط الاول متفوقين بفارق هدفين ( 13 -11 ) ، كانوا على عتبة انهاء المقابلة بنفس الفارق ( 24-22) بعدما لقنوا المصريين درسا في الروح القتالية والتنويع في اللعب والبراعة الفنية والذكاء في التعامل مع النقص العددي، الا ان الحكم بتدخلاته " الخبيثة " لا سيما في الخمس دقائق الأخيرة سمح للمصريين بالعودة في النتيجة ثم التقدم بإصابتين لتنتهي المواجهة بفوز مغشوش للحمر ورفاقه الذين سيجدون في طريقهم الى اللقب خصما عنيدا هو الفريق التونسي، فيما سيلعب " الخضر" ضد الكونغو على المركز الثالث المؤهل للمونديال، وهو الهدف االرئيسي الذي رسمه المدرب القدير الشاب صلاح بوشكريو. هذا الاخير وبشهادة المحللين واختصاصيي اللعبة استطاع في ظرف قصير ان يكون فريقا سيعيد في السنوات القليلة القادمة للكرة الصغيرة هيبتها على الصعيد القاري من خلال العودة الى اجواء الانتصارات.