سيضع سكان ولاية تيزي وزو ابتداء من عام 2011 حدا لمعاناة اقتناء قارورات غاز البوتان، بعدما سيتم ربطهم كلية وبصفة نهائية بشبكة الغاز الطبيعي، وحسب ما أكده السيد عبد الكريم اوشعبان مسؤول مصلحة تابعة لمديرية الطاقة والمناجم لولاية تيزي وزو، فإن هذه الأخيرة تخطو خطوات هامة في مجال الربط بالغاز الطبيعي والذي بلغت نسبة التغطية من هذه الطاقة لتراب الولاية حاليا ال 30 بالمائة، والتي يرتقب ارتفاعها بعد إنهاء كل المشاريع المبرمجة بها، لتصل ال 60 بالمائة في آفاق 2011، حيث سيتم بفضلها ربط أزيد من 103 آلاف مسكن على مسافة 4 آلاف كلم، فيما ينتظر استفادة المنطقة من مشاريع أخرى وتكون بتجسيدها قد حققت نسبة 100 بالمائة من التغطية بالغاز الطبيعي. انطلقت بتراب ولاية تيزي وزو الأيام القليلة الماضية أشغال تطبيق أو تجسيد البرنامج الخاص الذي أقره رئيس الجمهورية الرامي إلى تدعيم جزء من ولاية تيزي وزو بشبكة الغاز الطبيعي الممتد من سنة 2009 إلى غاية 2011، اذ يرتقب أن يستفيد في إطار هذا البرنامج نحو 71 ألف مسكن، حيث شرعت مجموعة من المؤسسات المحلية التي فازت بالمشاريع التي ستدعم في ظلها البلديات المعنية في أشغال ربط المناطق المستفيدة، بعدما تم اختيار قطع أرضية لإنجاز فوها ما يسمى بمراكز انفراج أو الضغط التي تعد مصدر تمويل المنازل بهذه الطاقة. وأوضح السيد أوشعبان أنه تم الشروع حاليا في أشغال إنجاز شبكة النقل، حيث انطلقت الأشغال بكل من بلدية افيغا التابعة لدائرة اعزازقة، حيث وصل الغاز الطبيعي إلى مقر البلدية، وأنهت المؤسسة المكلفة بالمشروع أشغال إنجاز محطة انفراج، حيث ينتظر الإعلان عن مناقصة وطنية تجارية في أقرب وقت ممكن لاختيار المؤسسة التي ستسهر على إتمام أشغال ربط العائلات المستفيدة من البرنامج، كما تجري الأشغال على قدم وساق ببلدية ايجر التابعة لدائرة بوزقان، حيث تم فتح طرق غير معبدة بغرض تسهيل عملية تمرير أنابيب نقل الغاز من شبكة نقل على مسافة 9 كلم وذلك انطلاقا من بلدية اعكوران إلى غاية ايجر، هذا وأضاف المتحدث أن المديرية تسهر على حسن سير البرنامج لضمان إنهائه في الوقت المحدد، حيث أنجزت على مستوى منطقة ذراع الميزان جنوب 5 كلم من شبكة النقل، كما أنه تم تغطية أو دفن الأنابيب تحت التراب على مسافة قدرها 3,75 كلم ويرتقب عن قريب انطلاق أشغال الربط، نفسه الوضع بالنسبة لبلدية ماكودة التي تعرف أشغال تلحم الأنابيب تطورا ملحوظا حيث تم تلحم إلى حد الآن تقريبا 1 كلم من مسافة تقدر ب 4,6 كلم التي هي في طور الإنجاز وكذلك على مستوى بلدية مكيرة انطلقت أشغال تلحم الأنابيب، فيما شرعت مؤسسة محلية في عملية فتح الطرق غير المعبدة على مستوى بلدية صوامع. وأضاف نفس المسؤول أن البرنامج الخاص الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 9500 مليون دج سيضمن عملية ربط أحياء وتجمعات سكنية، شطر يتكفل بعملية ربط 46 حي وتجمعات سكنية فيما يشمل الشطر الثاني22 برنامجا للتوزيع العمومي التي انطلقت أشغال إنجاز 6 منها إلى حد الآن، حيث ينتظر إسناد الباقية للمؤسسات بصفة تدريجية بغرض ضمان أو تفادي تسجيل إهمال أو تأخر، حيث حرصت مديرية الطاقة والمناجم على إطلاق كل المشاريع المتعلقة بهذا البرنامج بغية ضمان تجسيدها في أرض الميدان وتسليمها في الوقت المتفق عليه. ويطمح مسؤولو قطاع الطاقة والمناجم بعد إنهاء أشغال تجسيد البرنامج الخاص الذي ينتظر أن تستفيد منه 22 بلدية و29 موقعا، إضافة 46 قرية من شبكة النقل تقدر مسافتها 24 كلم وشبكة توزيع قدرها 2241 كلم، حتى تودع العائلات خاصة منها القاطنة بالمناطق النائية والمنعزلة معاناة اقتناء قارورات غاز البوتان بأثمان خيالية، تستعصي عملية اقتنائها بالنسبة للمواطن البسيط، والتي تعرف ندرة في فصل الشتاء أمام صعوبة توغل الشاحنات الناقلة لها بالنسبة للمناطق التي تعرف تساقط كميات كبيرة من الثلوج، وفي سياق متصل أشار المتحدث أن تيزي وزو استفادت من برنامجين هامين، حيث يتضمن البرنامج الأول التكميلي الذي رصد له مبلغ مالي قدره 1995 مليون دج بغرض ربط 21 ألف عائلة المبرمجة على مسافة 604 كلم ، والذي بلغت نسبة تقدم أشغال انجازه 94,5 بالمائة، حيث استفادت منه إلى حد الآن أزيد من 15 ألف و400 عائلة من شبكة توزيع قدرها 572، لتبقى 32 كلم لإنهاء البرنامج. وكما يضم هذا البرنامج التكميلي قسم تدعيم بلديات الولاية ببرنامج ال 16 بوس أي ما يعادل (40 سنتيمترا) الممتد من برج منايل (ولاية بومرداس) إلى غاية مدينة اعزازقة (ولاية تيزي وزو) والذي أنجز منه 18 كلم من أصل 62 كلم التي سيتم من خلالها ربط المناطق الشمالية للولاية بالغاز، حيث تم وضع أنابيب نقل الغاز بكل من بلدية بودجيمة، ماكودة وينتظر أن تستفيد من برنامج "16بوس" المقرر، حوالي 17 ألف عائلة، ليأتي ثاني برنامج والمتمثل في التكميلي لدعم التنمية الذي هي قيد الإنجاز. ولم يفوت نفس المصدر الفرصة ليشير إلى مشكلة المعارضة التي تقف حجر عثر أمام تقدم مختلف المشاريع التنموية التي استفادت منها الولاية وبالأخص قطاع الطاقة والمناجم، حيث أدت إلى تسجيل تأخر كبير في أشغال تجسيد البرامج والتي تسعى المديرية من خلال اعتمادها للغة الحوار التفاهم مع لجان القرى بغية العمل معا لتجاوز هذه العراقيل التي لا تعود بالفائدة على أحد، ثم أن المتضرر الأول والأخير من هذه المشكلة المواطن كون أن مثل هذه المشاريع شأنها تحسين مستواه المعيشي، على اعتبار أنهم ألحوا كثيرا على المسؤولين على ضرورة تدعيمهم بمختلف ضروريات الحياة بما فيها الغاز الطبيعي، هذا إضافة إلى التضاريس الوعرة التي تمتاز بها قرى وبلديات تيزي وزو، والتي صعبت بدورها مهام المؤسسات التي تضطر بعضها إلى اعتماد تقنيات والآلات قادرة على تجاوزها.