أثرى المؤلّف حسن ملياني المكتبة الجزائرية بعدد من المنشورات، حيث ازدانت الرفوف بمؤلفات صادرة عن "المكتبة الخضراء" في إطار مشروع "الألف عنوان وعنوان" الذي تبنّته وزارة الثقافة في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، وتوزّعت هذه الإصدارات بين حكايات الأطفال والناشئة ونصوص للفن الرابع·
هدية حسين ملياني للأطفال كانت في البداية "مجموعة من القصص الصغيرة" التي استقاها من أساطير محلية وعالمية عاد بها بشكل مبشسّط وأسلوب سهل، لكنه جميل، ليضع القارئ الصغير أمام ما يزيد عن عشر قصص جال خلالها عبر الأساطير الشعبية للكثير من دول العالم· كانت البداية بقصة كورية "الفأس الذهبي" التي حملت بين طياتها قيم الصدق والأمانة، ثم قصّة "التفاحة الذهبية" وهي قصة من التراث الروسي، وقصّة " الدبّ والثعلب" التي تجعل القارئ الصغير يتعلّم كيف يحسن التعامل مع أصدقائه، ومن قصص التراث العربي أورد الكاتب قصة "الإخلاص والخيانة" التي تروي حكاية الثيران الثلاثة التي قوّتهم الوحدة قبل أن يضعفهم الفراق ويجعلهم لقمة سائغة· من القصص القصيرة والطريفة التي ضمّتها المجموعة أيضا قصة ألبانية بعنوان "يجب محاكمة الريح" وأخرى يابانية "حلم للبيع"، بالإضافة إلى قصة "طقم الخزف الرقيق " من كوريا، "الضفدع المخدوع" من جزر المارتنيك وقصة "العملاق وصياد العصافير" من مالطا، "صياد الورق" من البوسنة ··وإلى جانب الأسلوب السهل الممتنع الذي تبنّاه الكاتب لجعل المجموعة في متناول كل الأطفال، سعى هذا الأخير إلى تقديم مجموعته في شكل جميل وجذّاب وتزويد قصصها برسومات ملوّنة من شأنها جلب اهتمام القارئ الصغير· ولم يكتف حسن ملياني "بمجموعة القصص القصيرة وأساطير" بل أصدر ثلاث قصص أخرى خاصة بالطفل والناشئة هي "مكان في الحياة " وهي عبارة عن قصة قصيرة جمعت بين قطرة ندى وقطعة ثلج متمرّدة، وقصة "الهضبة الحزينة" التي تروي قصّة الهضبة التي تعشق أشجارها وتبكي إذا ما قطعت واحدة منها، ثالث وآخر قصة أصدرها حسن ملياني هي قصة " إخوة النهر الصغير" التي تبرز قيمة الأخوة والصداقة من خلال حكاية قبيلتي كرم وإكرام التي لا يفصل بينهما إلاّ نهر صغير ··· وبعد تجربته الأولى في كتابة النصوص المسرحية والتي توّجت بطبع العديد من الأعمال من بينها "بيت مازوخ"،"أبيض وسخ"، "ما أعظمنا"··دعّم الكاتب حسن ملياني رصيده المسرحي بثلاثة مؤلّفات جديدة، وأولى هذه الأعمال مسرحية "كم أنا سعيد" التي تخفي وراء عنوانها الكثير من الرمزية والدلالات حاول من خلالها الكاتب الخوض في المعنى الفلسفي للسعادة عبر ثلاثة شخصيات رئيسية هي محمود، أحمد وعلي، التقت صدفة في قاعة انتظار بأحد المستشفيات لتجمع بينها صداقة بنى عليها الكاتب كلّ أحداث مسرحيته التي شكّل الحوار عمودها الفقري· البحث عن السعادة كان جوهر هذا العمل المسرحي الذي استعرض مختلف المشاكل والمآسي التي قد تواجه الإنسان في حياته اليومية وتقضي على شعوره بالسعادة وتدفعه إلى الظلمات الكئيبة والحزينة كالمرض والموت والبطالة··ليخلص الكاتب إلى نتيجة مفادها أنّه على الإنسان أن يعيش حياة طبيعية وأن يفرح بقدر ما يحزن، وأن يجعل في حياته مكانا للأمل والفرح والتفاؤل مهما جارت عليه الأيام·· ثاني مسرحية قدّمها المؤلّف هي "اللولب" التي تصبّ في طابع مسرح اللامعقول، تحرّك أحداثها أربع شخصيات رئيسية هي سعيد، كريم، الزوجة والوالدة، ليأتي العمل في مجموعة من المتناقضات التي تطرح أفكارا مختلفة عبر ثلاثة مشاهد رئيسية تبدأ بزيارة سعيد مدير الأمن لبيت كريم الذي يعيش مع زوجته ووالدته وذلك للقبض عليه بجريمة غير معروفة قبل أن يتّضح أنّ سعيد هو شقيق كريم من والده وفي الأخير يكتشف الجمهور أنّ كلّ تلك الروابط كانت خيوطا من سراب·· أمّا العمل الثالث والأخير الذي أنتجه حسن ملياني فهو مجموعة مونولوجات بدأها بمونولوج "شجرة البرتقال" الذي قدّمه في خمسة مشاهد تناول من خلالها فكرة شخص راغب في زرع شجيرات برتقال بقطعة أرض صغيرة أمام بيته، قبل أن تصبح قطعة الأرض تلك مطمع الكثيرين من الراغبين في تشييد العمارات الشاهقة والمشاريع الكبرى التي تعتبر حلم زرع شجيرات برتقال حلما ساذجا لا يكشف إلاّ عن جنون صاحبه وبساطة تفكيره·· وبعد "شجرة البرتقال" يخوض حسن ملياني، الحاصل على عدة جوائز أهمّها الجائزة الأولى عن السيرة القصصية لقصة" ابن الجزار القيرواني" في مسابقة "أنجال هزاع" للقصة القصيرة بالإمارات العربية والجائزة الثانية في نفس المسابقة في فئة التأليف المسرحي وعلى جائزة تقديرية في القصة القصيرة في مسابقة "غانم غباش" سنة 2002 بالشارقة·· في "المعادلة الصحيحة " التي يجب أن يعتمدها عاطل للحصول على منصب العمل الذي يحلم به، قبل أن يخوض عبر مونولوج "من هنا وهناك" في صراعات النفس العميقة لامرأة حائرة بين سعيها للتحرّر وتهشيم أصول وقواعد التقاليد العتيقة لمجتمع ذكوري غايته إضعاف المرأة والتقليل من شأنها، وبين حاجتها لنصفها الآخر، الرجل والحب والحياة الأسرية الهادئة، يكون فيها الحل الوسط سبيلا للنفاذ من كلّ المشاكل·