قدّمت وزارة الثقافة يوم الأربعاء الفارط، الدفعة الأخيرة من كتب "الألف عنوان وعنوان" الصادرة ضمن تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، لكن العدد تجاوز المأمول ليصل إلى ألف ومائة وستّة وأربعين عنوانا، آخرها "انطولوجيا النوبة الجزائرية" للأستاذ رشيد قرباص، وشكّل هذا الموعد الذي احتضنته دار الرايس حميدو، فرصة للتأكيد على أنّ هذه الاحتفالية كانت بمثابة عودة الروح إلى رفوف المكتبات الجزائرية· الموعد الذي جمع عددا من المثقفين والمفكرين الجزائريين، ومحترفي صناعة الكتاب في الجزائر، وكذا ممثلي مختلف وسائل الإعلام الوطنية، كان بمثابة إسدال الستار عن هذا المشروع الذي يعدّ تحديا رفع خلال سنة 2007، حيث صدرت طوال السنة الماضية عدّة دفعات من العناوين المندرجة في إطار التظاهرة في مختلف الروافد التاريخية والعلمية والتراثية، كما تمّ الإعلان عن إصدار 3 آلاف نسخة عن كلّ عنوان توجّه لدعم رصيد المكتبات العمومية ودور الثقافة ومختلف المؤسسات الثقافية· وأعربت السيدة تومي بالمناسبة، عن ارتياحها لجدية ومثابرة القسم المكلّف بالمشروع، مما سمح برفع هذا "التحدي" وتحقيق الهدف المنشود بشكل فاق كلّ التوقّعات· مشيرة في تصريح للصحافة، إلى أنّ هذا الإنجاز الذي يتضمّن عناوين متنوعة مثل الآداب العامة (شعر، روايات وقصص وغيرها) وكتب للأطفال والشباب وأخرى في التاريخ وعلم الاجتماع، ستقدّم مجانا للمكتبات البلدية والمدرسية والجامعية ومجموع الشبكة المتعلّقة بالمطالعة العمومية· وأضافت السيدة تومي أنّ عملية النشر ستتواصل خلال السنة الجارية·· مشيدة في هذا الصدد ب"القرار السياسي الهام" الذي اتّخذه رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، والمتعلّق بتخصيص ميزاينة في قانون المالية 2008 من أجل إتمامها· وعن العناوين المنشورة في إطار التظاهرة الثقافية، أكّدت الوزيرة أنّ 40 بالمائة من 1246 عنوان لم يسبق نشرها من قبل، وأن 8 بالمائة تعد ترجمة نحو العربية·· معلنة عن مشروع إنشاء لجنة تفكير على مستوى وزارة الثقافة تكون مكلّفة بالبحث عن سبل غرس حب المطالعة لدى العائلات والشباب تضمّ مثقفين، باحثين وإعلاميين· وأكّدت وزيرة الثقافة عند إطلاق مشروع "ألف عنوان وعنوان"، على أنّه احتفال بالكتاب "كأحسن الثمار وأحسن هدية يتلقاها المرء وأجدر ما أبقى الحضارات الإنسانية قائمة متواصلة ومتلاحقة"· وأضافت أنّ الأولوية المولاة للكتاب نابعة عن قناعة ثابتة، مفادها أنّ الكتاب "هو الشاهد الجميل والمؤرخ الأبدي للحضارة والثقافة والإبداع"· وعن الغاية المرجوة من مشروع "1001 كتاب"، أوضحت رئيسة اللجنة التنفيذية لتظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، أنّها لا تبتعد عن الحلم في أن يتبوأ الكتاب مكانته السامية وينتزع دوره بكل جدارة في ازدهار وتطوير المجتمع· لتشير إلى توفير جميع الشروط والإمكانات لرفع هذا التحدي وإيصاله إلى القارئ في أحسن مضمون وأبهى حلة· أمّا عن الخطوة القادمة لهذه المبادرة، فعدّدتها الوزيرة في نشر وإعادة نشر التراث الجزائري الأدبي والفكري والفقهي والعلمي لجل العلماء والأدباء والمفكرين الجزائريين عبر العصور، وكذا نشر وإعادة نشر أعمال الكتّاب الكبار الذين أثروا المكتبات، أضف إلى ذلك تشجيع الكتاب والمبدعين الشباب المتألّقين، مع تخصيص جزء هام من هذه الخطوة لترجمة نفائس الكتب والمراجع من وإلى اللغة العربية· ومن منشورات "الجزائر عاصمة للثقافة العربية"، نذكر "الجواهر الحسان في تفسير القرآن" للشيخ الجليل والعلامة القدير، الولي الصالح سيدي عبد الرحمان الثعالبي، دفين مدينة الجزائر، التي تضمّ خمسة أجزاء، "من أعماق الجزائر"، "الجزائر في مؤلفات الرحالة الألمان" لأبي العيد دودو،"الباحثون عن العظام" للطاهر جاوت، "اللاز"، "عرس بغل"، "الزلزال" و"الشمعة والدهاليز" للطاهر وطار، "مذكرات الأمير عبد القادر" بتقديم لأبي القاسم سعد اللّه وعبد المجيد مزيان، "سانت آرنو أو الشرف الضائع" لفرانسوا ماسبيرو، "الأدب الشعبي الجزائري" لعبد الحميد بورايو، "ذكرياتي مع مشاهير الكفاح" لمحمد قنانش، "منتخبات محمد بن أبي شنب"، "المواجهات الثقافية في الجزائر المستعمرة" لإيفون تيران، ثلاثية أحلام مستغانمي، "الليلة المتوحّشة" لمحمد ديب، " فن المقامة في الأدب الجزائري" لعمر بن قينة، وكان نصيب الأطفال من هذه الدفعة سبعة مصنّفات منها "قصة الغلام" لوزان فاروق، "موسوعة الطيور"، "موسوعة الحيوانات الداجنة"، "موسوعة الزواحف" و"موسوعة الحيوانات المتوحشة" لشريفة صالحي، وكذا "ثمن النجاح" لكنزة خميسة، و"ليالي ملاك ومليك" ليوسف إدريس·· وذلك إضافة إلى "فقه التغيير في فكر مالك بن نبي" لعبد اللطيف عبادة، "الصلاة الأخيرة" لحميد غرين، "انطولوجيا الرواية الجزائرية"، "الشعبي صوت الهاشمي قروابي" لعبد الكريم تازروت، "التراث والحداثة في أشعار آيت منقلات" لمحمّد جلاوي، "على خطى سرفانتس" لواسيني الأعرج، وغيرها من المنشورات·