دافع البروفيسور إلياس زرهوني، مبعوث الرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي، عن قرار إدارة البيت الأبيض بإدراج الجزائر ضمن قائمة بلدان الخطر، وقال إنه على السلطات الجزائرية العمل من أجل ما أسماه »تقليص هذا الخطر« بدل الحديث عن وجود إجراءات تمييزية ضدّها، مؤكدا أن زيارته تأتي للسماع للمسؤولين الجزائريين وتحديد أولويات التعاون في سبعة ميادين أساسية. أفاد الجزائري إلياس زرهوني خلال حديثه في حصة »ضيف التحرير« للقناة الثالثة للإذاعة الوطنية، أنه من الخطأ الحديث عن وجود إجراءات تمييزية ضد الجزائر بعد قرار الإدارة الأمريكية شهر ديسمبر الماضي إدراجها ضمن قائمة من 14 دولة في العالم توصف ب »بلدان الخطر«، نافيا أن يكون هناك تناقض في معيار اختيار هذه البلدان وبالخصوص فيما يتعلق بالجزائر، حيث لم يتوان في الدفاع عن سياسة الرئيس باراك »أوباما« الذي قال عنه »إنه يتوجب على العالم تفهّمه« على أساس أنه يمرّ بظرف صعب. وبحسب ما فهم من كلام المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي، في إجابة مقتضبة حول خلفيات تلك التدابير الأمنية، فإن فترة حكم »أوباما« عرفت خلال الأشهر الأخيرة تصعيدا خطيرا من خلال تزايد عدد الاعتداءات على المصالح الأمريكية، في إشارة إلى تبني تنظيم »أسامة بن لادن« عملية محاولة تفجير طائرة أمريكية كانت متجهة من هولندا نحو مدينة »ديترويت«، وهو ما اقتضى وضع هذه التدابير الأمنية لحماية مصالح الولاياتالمتحدة ومواطنيها. وبرأي زرهوني فإنه ليس هناك أي مشكل من خلال هذا الإجراء، وذهب إلى القول: »ليس من السهل أن تكون مسؤولا على بلد مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وبالتالي يجب أن تكون واثقا من أن رعاياك في مأمن«، مضيفا »ليس هناك تمييز ضد الجزائر وإنما هناك مشكل تقني، وحقيقة أن الجزائر وضعت ضمن 14 دولة، ولذلك يجب التفكير في حلول حول كيفية تخفيض هذا الخطر وليس الحديث عن وجود إجراءات تمييزية«، والأكثر من ذلك فإن المتحدث لا يرى حلاّ غير الذي قرّرته إدارة »أوباما« عندما تابع حديثه باستغراب: »إذا كان لديكم اقتراح آخر فتفضّلوا به..؟«. أما بخصوص أجندة زيارته إلى الجزائر فإن البروفيسور إلياس زرهوني، وهو الشقيق الأصغر لوزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني، أوضح بأنها تأتي في إطار »الرؤية الجديدة للرئيس الأمريكي« تجاه العالم الإسلامي، مضيفا أن مجيئه سيكون فقط من أجل الاستماع إلى المسؤولين الجزائريين بشأن سبعة ميادين للتعاون أهمها الأمن الغذائي والطاقة، التربية، التغيّرات المناخية، الصحة وكذا كيفيات الاستفادة من العلوم والتكنولوجيا لخلق التنمية، واعتبر أنه على الجزائر أن تحدّد أولوياتها في هذا المجال من أجل الشروع في تطوير الشراكة بين الجانبين. كما أشار المتحدّث، الذي كان يشغل في عهد الرئيس »جورج والكر بوش« منصب المسؤول الأول على المعاهد الوطنية للصحة وهي أكبر هيئة طبية في العالم، إلى أن الرئيس »باراك أوباما« يرى بأن الشراكة مع الجزائر أمر مهمّ ولا بد من تطويرها أكثر، وقال »على الجزائر إذن أن تحّدد أولوياتها.. وأن تضع رؤية واضحة قائمة على الشفافية لأن الحلّ لا يمكن أن يأتي من الخارج«، قبل أن يلفت إلى أن المشكل الذي قد يعيق التواصل هو اللغة وكذا مدى استغلال التكنولوجيات الحديثة للتواصل بين مختلف الباحثين وكذا الجامعات وحتى الطلبة، وقد بدا زرهوني واثقا من أنه بإمكان الجزائر التخلّص من تبعيتها المطلقة للمحروقات واستغلال كل الفرص والموارد التي تتوفّر عليها. وقدم البروفيسور زرهوني إلى الجزائر بعد زيارة خاطفة سبقته إلى المغرب في إطار جولة مغاربية، حيث يلتقي عددا من المسؤولين الجزائريين وعلى رأسهم وزيري التربية والصحة، وقد جاء على لسانه بأنه دائما تحت تصرّف الجزائر رغم أنه الآن يشغل مهمة رئيسة ضمن إدارة الرئيس الأمريكي »باراك أوباما«، وأعطى الانطباع بأنه فخور بجزائريته عندما تحدّث عن نشاط دائم يقوم به في إطار جمعية الباحثين الجزائريين المقيمين في الولاياتالمتحدةالأمريكية.