أبت جمعية "رؤية الشباب" الكائن مقرها ببولوغين إلا الاحتفال بعيد النصر بطريقتها الخاصة، حيث استهدفت شريحة الأطفال من الأطوار الابتدائية، واختارت لهذه المناسبة شعار "عيد النصر بعيون الأطفال"، ورسالتها من وراء ذلك هي التأكيد للمجاهدين من صناع الثورة بأن الجيل الذي يعول عليه لحماية الجزائر والدفاع عن رموزها وثوابتها لم ينس تاريخه، بل يفتخر به ويتطلع لمعرفة كل تفاصيله. نظمت جمعية رؤية الشباب بمناسبة عيد النصر الموافق ل19 مارس من كل سنة مسابقة للرسم شاركت فيها 12 مدرسة ابتدائية موجودة على مستوى بلدية بولوغين، بحيث تلتزم كل مدرسة بتقديم عشر رسومات، وكان موضوع الرسم يتمحور حول ثورة التحرير بعيون الأطفال، وحول تفاصيل المسابقة قالت الآنسة فاطمة الزهراء بوتريك، مكلفة بالاتصال بجمعة رؤية الشباب "اتصلنا كجمعية تولي اهتماما بالمناسبات التاريخية بحوالي 12 مدرسة من أجل إشراك التلاميذ في الاحتفال بعيد النصر، وذلك من خلال تنظيم مسابقة للرسم، وقد تحدد زمن المسابقة على مدار ثلاث أسابيع، خصص الأسبوع الأول منها لتوزيع أدوات العمل على المشاركين بالمسابقة، بينما تم خلال الأسبوع الثاني استرجاع رسومات المشاركين بالمسابقة، فيما تم تخصيص الأسبوع الثالث لعملية التصحيح، وقد بلغ عدد الرسومات التي شاركت بالمسابقة 120، تم تقديمها للجنة التحكيم المكونة من مجاهد وطبيبة نفسانية والفنان التشكيلي أرسلان، وقد أسفرت عملية التصحيح عن اختيار عشرة رسومات، وقررنا تقديم الرسم الذي يفوز بالمرتبة الأولى كهدية لمتحف المجاهد". وتضيف ذات المتحدثة أنه إلى جانب مسابقة الرسم قامت الجمعية المؤلفة من 30 شابا جامعيا بإعداد روبورتاجين بمناسبة عيد النصر، الأول يدور موضوعه حول بعض المجاهدين المحكوم عليهم بالإعدام، والذي اختير له عنوان "أين هو الماضي المجيد لبولوغين؟ وكشف الروبورتاج الجانب الجمالي لحي بولوغين عن طريق الاطلاع على تاريخه والكشف عن بعض الوقائع والأحداث التاريخية التي شهدتها أزقة بولوغين العريقة، والتي تظل شاهدة على جرائم الاستعمار، أما بالنسبة للروبرتاج الثاني فقد تم فيه تسليط الضوء على الطفل عبد الرحمان لونيس تلميذ بالسنة الرابعة ابتدائي، وواحد من المشاركين بالمسابقة، والذي يروي من خلال الروبرتاج جانبا من أحداث الثورة التحريرية التي سمع عنها من بعض المجاهدين، ومن خلال ما تعلمه بالمدرسة وحول المسابقة يقول "الرسم هوايتي المفضلة، والمسابقة كانت بمثابة الفرصة التي سمحت لي بأن أعبر عن الفرحة التي عاشها الجزائريون عند الاحتفال بعيد النصر". ومن جهته عبر سليم حاجي نائب رئيس جمعية رؤية الشباب عند افتتاحه للحفل عن أهمية الاحتفال بعيد النصر قائلا "إن عيد النصر هو اليوم الذي اعترفت فيه فرنسا بأن الجزائر جزائرية، واليوم نحن نحيي هذه المناسبة من خلال السعي إلى ترسيخها في أذهان الأطفال من جيل الغد، ونتذكر أيضا صناع ثورتنا في هذا اليوم". للإشارة فقد تم على هامش الحفل تكريم ستة مجاهدين من المحكوم عليهم بالإعدام والتابعين لقسمة بلدية بولوغين.