أبدى صيادو ميناء "لا مادراك" امتعاضهم الشديد إزاء الوضعية الكارثية التي آلت إليها ظروف العمل في الميناء على أكثر من صعيد، وللوقوف على حجم المعاناة تنقلت "المساء" الى الميناء المذكور والتقت عددا من الصيادين الذين طرحوا بدورهم جملة من الانشغالات وفي مقدمتها المشاكل البيروقراطية التي تعترضهم من لدن مديرية الصيد البحري إذ يجدون في كل مرة مشاكل عويصة لتجديد وثائقهم السنوية، وينتظرون لأزيد من شهرين بهدف تسوية وضعيتهم الإدارية·· أما سوء الاستقبال فحدث ولا حرج كما يقولون، فضلا عن رفع الرسوم على القوارب التي قفزت من مليوني سنتيم الى 8 ملايين سنويا، إضافة الى دفع حقوق الدخول الى الميناء، يضيف محدثونا· وفي سياق متصل، عبر لنا "السيد رشيد" عن حالة التلوث المتقدمة التي يشهدها الميناء، بالنظر الى طبيعة بنائه المغلق، بحيث لا يسمح لزيوت القوارب والسفن والنفايات المنزلية بالخروج الى عرض البحر، مما ينتج روائح لا تطاق خصوصا في فصل الصيف، كما يفتقر الميناء المذكور الى محطة بنزين وغرف لحفظ العتاد البحري، هذه الوضعية تجبر الصياد حتما على كراء سيارة أجرة لنقل عتاده والتزود بالبنزين مع كل خرجة صيد· وفي السايق ذاته، يشتكي صياد آخر من نقص اليد العاملة المؤهلة، حيث أن الجهات المعنية لم تسهل للشباب عملية التكوين، حيث أنهم يضطرون لدفع 2500 دج لمدة 9 أشهر، والذين لا حول لهم ولا قوة، على حد تعبيره· كما أثار "السيدمحمد" مشكل اصطدام القوارب الصغيرة بالسفن من نوع "شالوتي"، حيث يعمد أصحابها إلى الاصطياد على بعد 45 م فقط من الشط، وهذا ما يمنعه القانون منعا باتا على حد زعمه· وقد أجمع الصيادون الذين التقت بهم "المساء"، على أن مهنة الصيد في طريقها الى الانقراض إذ ما استمر هذا الوضع في الاستفحال· وعليه، يطالبون من خلال جريدة "المساء"، الجهات الوصية، بأخذ هذه الانشغالات بعين الاعتبار والالتفات إليهم في أقرب الآجال·