كشفت السيدة نوارة سعدية جعفر الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة أول أمس بأن النساء والأطفال هم أكثر الفئات عرضة للعنف في الوسط الأسري، مؤكدة أن القضاء على هذه الظاهرة يمر عبر تكثيف برامج التدريس الموجه للنساء، خاصة في إطار محو الأمية ودعم دور المساجد عبر المرشدات الدينيات. وقالت السيدة جعفر في ردها على سؤال شفوي بمجلس الأمة يخص التدابير التي تقوم بها الدولة لمكافحة العنف ضد المرأة والأطفال أن الدارسة التي أجريت مؤخرا من طرف الوزارة بالتنسيق مع عدة قطاعات منها الشؤون الدينية بينت الكثير من الجوانب الخفية لهذه الظاهرة وأظهرت الدارسة التي أخذت عينة تتكون من 2000 أسرة أن المؤشر العام للعنف الزوجي قدر ب15بالمئة وأن 30 بالمئة منها متعلقة بالعنف النفسي و19 بالمئة باللفظي و10.4 بالمئة بالعنف الجنسي و9 بالمئة بالعنف الجسدي. وحسب السيد جعفر فإن الدارسة بينت أن للعنف عواقب وخيمة على صحة المرأة وأثر سلبي على المردود الدراسي للأطفال وعلى استقرار الأسرة وعواقب كبيرة على هؤلاء الضحايا من اضطرابات سلوكية ونفسية. وبناء على نتائج هذا التحقيق أكدت الوزارة انه تم اتخاذ عدة إجراءات وقائية وأخرى حمائية من بينها الاستراتيجية الوطنية لحماية النساء والأطفال ضحايا العنف. وترمي هذه الاستراتيجية الى ضمان أمن وحماية ضحايا العنف مع ضمان التكفل المناسب لهم سواء من ناحية الحماية وتقديم المساعدة الطبية أو القانونية وكذا السهر على تنفيذ حملات توعوية وتحسيسية لفائدة المجتمع حول خطورة الظاهرة. وذكرت بأن المساجد كان لها الدور الإيجابي في العملية من خلال ذلك الذي تقوم به المرشدات الدينيات اللواتي يعملن من أجل تعريف النساء بحقوقهن القانونية عندما يتعرضن للعنف الشيء الذي قلل من حالات العنف النفسي وحتى الجسدي. وذكرت الوزيرة ان الاستراتيجية الوطنية للقضاء على العنف في الوسط الأسري تتضمن أيضا إعادة إدماج ضحايا العنف في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. وفي نفس السياق أشارت السيدة جعفر الى الإجراءات الحمائية التى تم اتخاذها في المجال وذلك من خلال إنشاء مراكز وطنية منها عمومية وأخرى تابعة لجمعيات تعمل على استقبال الفتيات والنساء ضحايا العنف. كما تم في نفس الإطار إنشاء مراكز للاستماع والتوجيه والمساعدة القانونية والبسيكولوجية وإعادة الإدماج المهني والاجتماعي وكذا استحداث خلايا جوارية قصد تدعيم وتطوير الأنشطة والأعمال الجوارية وفضاءات الاستماع والتوجيه المخصصة للنساء والأطفال ضحايا العنف.