أكّد السيد عبد الرزاق بوحارة أثناء العرض الذي قدّمه مؤخّرا بقصر ''الثقافة والفنون'' لسكيكدة لكتابه الأخير ''من الجبل إلى حقول الأرز''، على الدور الريادي الذي لعبته الجزائر خلال حرب1967 بقناة السويس بمصر المستلهم من الكفاح البطولي الذي خاضه الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي. وأشار بوحارة إلى أنّ الجزائر خلال حكم الرئيس الراحل هواري بومدين وفور الاعتداء الغادر والجبان على مصر في 50 جوان 1967 أعلنت من منطلق الروابط التاريخية التي كانت تجمع بين الشعبين أنّها أضحت طرفا في هذه الحرب الأمر الذي جعلها ودون تردّد وكخطوة أولى تعلن عن قطع علاقاتها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا مع قيامها بحجز كلّ ممتلكاتهما، كما قرّرت إرسال وحدات عسكرية قتالية بقيادة اللواء الرابع الذي كان يضمّ فيلق المشاة وفيلق الدبابات وفيلق المدفعية زيادة إلى وحدات أخرى قتالية ناهيك عن وضعها تحت تصرف مصر طائرات ''ميغ .''71 أمّا على الجبهة الداخلية، فقد أوضح المحاضر أنّ كلّ مدن وقرى الجزائر خلال ذلك العدوان شهدت مظاهرات كبيرة للتنديد بالاعتداء والتعبير عن وقوف الشعب الجزائري مع إخوانهم في مصر، المتدخل أشار خلال شهادته التي قدّمها أمام الحضور الذي أمّ قاعة المؤتمرات بقصر الثقافة والفنون إلى أنّه وعلى الرغم من الصعوبات الكبيرة التي رافقت عملية الإنزال بمطار القاهرة بسبب ما آل إليه بفعل التدمير إلاّ أنّها تمت بنجاح ليتم بعدها نقل الوحدات العسكرية الجزائرية مباشرة إلى جبهة القتال بمنطقة قناة السويس، مضيفا بأنّه وفي الوقت الذي كان فيه الجنود الجزائريون أثناء التداول بين القطارات متّجهين إلى ميدان المعركة لاحظوا الجنود المصريين عائدين، وبعد أن توقّف عند مدى تأثّر الجزائريين بما رأوه وهم في طريقهم إلى ميدان الحرب، تطرّق وبدقة إلى تفاصيل مشاركة الجزائريين في المعركة ضدّ العدوّ ضاربين أروع الأمثلة في البطولة والقتال، مؤكّدا أنّ الجزائريين قاتلوا فعلا من أجل مصر. وفيما يخصّ الأحداث الأخيرة التي وقعت بعد تأهّل الجزائر إلى كأس العالم بجنوب أفريقيا من تطاول على رموز الثورة وسبّ للجزائر، قال بوحارة بأنّ الذين صدرت منهم تلك الأفعال والسلوكات هم شرذمة من الحاقدين الذين لا يمثلون كلّ المجتمع المصري لأنّ مصر كما يعرفها هي مصر التي ساندت الثورة الجزائرية ولحنّت السلام الوطني وأخرجت أفلاما ثورية عن الجزائر مضيفا بأنّ مصر اليوم هي ''مصر البزنس''. ليتحدث بعدها بوحارة وبإسهاب عن ثورة الفيتنام بقيادة القائد البطل ''هوشي مينه'' والتي كان لها قواسم جدّ مشتركة مع ثورة الجزائريين في مواجهة العدو الامبريالي، خاصة وأنّ الذين قادوا الثورتين هم فلاحون وبسطاء.