ندوة الغاز التي احتضنتها ولاية وهران مؤخرا لم تحمل بعدا اقتصاديا فحسب بل كانت أيضا مناسبة للترويج للسياحة الجزائرية من خلال التعريف بالتراث الوطني والعادات والتقاليد التي تزخر بها مختلف مناطق البلاد في صالون الصناعات التقليدية المنظم على هامش الندوة. والمؤكد أن المشاركين الذين كان لهم حظ زيارة المعرض قد أعجبوا بما تزخر به الجزائر من إمكانيات طبيعية وتراثية تجعلها مؤهلة لأن تكون قطبا حقيقيا للسياحة. والمؤكد أيضا أن من اطلع على هذه الفرص السياحية قد بدأ يفكر منذ الآن في تجريب وجهة عطلته السياحية القادمة بالجزائر. لكن بين الواقع والخيال هناك بون كبير بالنظر إلى تأخر النهوض بالقطاع وعدم استعداد هياكلنا السياحية لاستقطاب السياح وتوفير الراحة الكاملة لهم، لنسأل أنفسنا في هذا السياق، هل نحن حقا مستعدون لاستقبال هؤلاء الضيوف في فنادق لا ترقى بعد إلى المقاييس العالمية المطلوبة؟ جميل أن نروج لسياحتنا كون الجزائر تستحق أن تكون مزارا عالميا للسياح نظير المؤهلات التي تزخر بها، لكن المنطق يستدعي أيضا أن نهيئ الظروف الملائمة لاستثمار هذه السياحة التي لم يكتب لها أن تخرج بعد من قمقمها رغم الوعود المتكررة لتحويل الجزائر إلى جنة فوق الأرض. فإلى متى نبقى نعيش في الأحلام التي يبددها التسيير الارتجالي ونحن الذين نترقب منذ سنوات نتائج جلسات القطاع من اجل الوقوف على المشاكل التي يعرفها دون ان ينعكس ذلك في الميدان؟ ألم يحن الوقت بعد لإرساء استراتيجية حقيقية تكون في مستوى المكانة السياحية التي تستحقها الجزائر؟