كشف وزير الفلاحة التونسي السيد عبد السلام منصور عن التحضير للتوقيع على مجموعة من اتفاقيات التعاون بين الجزائروتونس في مجالات الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري في القريب العاجل، لتكون لبنة جديدة تضاف للعلاقات بين الدولتين الشقيقتين، مشيراً إلى أن زيارته للجزائر تندرج في إطار بعث التبادل التجاري والعلمي في المجال الفلاحي ومتابعة مدى تقدم أشغال اللجنة الثلاثية بين الجزائروتونس وليبيا في مجال استغلال المياه الجوفية، مع الاطلاع على تجربة الجزائر في مجال تحلية مياه البحر، بعد أن قررت الحكومة التونسية اللجوء إلى هذه الطريقة لتوفير طاقات جديدة من مياه الشرب. ولدى زيارته أول أمس للمعهد الوطني للأرض والسقي وصرف المياه بالحراش، دعا الوزير التونسي إلى ضرورة التنسيق ما بين المعاهد الجزائرية ونظيرتها التونسية لتبادل الخبرات ولِمَ لا إنشاء خرائط جغرافية فلاحية مشتركة وأخرى لتحديد مواقع تربية الأغنام، على أن تكون بمقاييس عالمية في مجال المعلوماتية، وبعين المكان ألح الوزير التونسي على ضرورة توقيع مذكرة شراكة مع معهد البحث التونسي لتبادل المعلومات والخبرات في مجال مكافحة مرض البيوض الذي يصيب النخيل والمشاركة في بحوث تطوير بذور القمح، أما بمعهد البحث مهدي بوعلام ببلدية براقي فقد أبدى السيد عبد السلام منصور الاستعداد لتقديم كل الدعم التقني لنقل الخبرة التونسية في مجال تقنية ''البذر من دون حرث'' التي تسمح بالرفع من خصوبة التربة بطريقة بيولوجية دون الإفراط في استغلال مياه السقي، وهي التقنية التي يجربها المعهد في بعض المستثمرات الفلاحية، ولتونس في ذلك خبرة 10 سنوات. وبالمعهد الوطني للأشجار والفواكه والكروم اهتم ضيف الجزائر بتجربة الجزائر في مجال زراعة أشجار الزيتون في الجنوب حاثا إطاراته على ضرورة التنسيق مع المختصين الجزائريين لنقل خبرتهم في هذا المجال، مركزا على ضرورة توظيف العلاقات على ضوء نقاط التشابه بين الدولتين الشقيقتين من اجل خلق تكامل واستدراك النقائص على خلفية تجارب كل دولة في مجال البحث والتطوير مبديا أمله في تحقيق منتوج جزائري تونسي في القطاع الفلاحي. وبولاية البليدة كانت للوزير فرصة الاطلاع على تقدم عدة مشاريع فلاحية في إطار المخطط الوطني للتنمية الفلاحية، وما شد انتباهه، تجربة وزارة الفلاحة في المشاريع الجوارية للتنمية الريفية التي تسمح بمساعدة سكان الأرياف على التثبت في قراهم من خلال توزيع رؤوس أغنام وأبقار وعدد من خلايا النحل كدعم من الدولة لتأطير النشاط الريفي، وهي الفكرة التي طالب بخصوصها الوزير التونسي كل الشروحات اللازمة لتطبيقها في تونس، في حين اقترح على مدير تعاونية النحل الشراكة مع تعاونيات تونسية لإنتاج عسل بيولوجي يكون معتمداً بالأسواق الأجنبية، على انه عسل مشترك بين الجزائروتونس، وهي الفكرة التي رحب بها المسؤول الذي قدم عرضا مفصلا عن إنتاج العسل بالولاية والذي يقدر ب 400 طن في السنة. وعلى هامش الزيارة صرح الوزير التونسي الذي يزور الجزائر في إطار انعقاد الدورة 31 للجمعية العامة للمنظمة العربية للتنمية الزراعية وال 36 للمجلس التنفيذي للمنظمة، أكد أن زيارته تهدف بالدرجة الأولى إلى بحث سبل تنويع العلاقات التجارية في مجال الفلاحة بين الجزائروتونس، مع اقتراح البحث عن استراتيجية لمكافحة حرائق الغابات بين الدولتين المشتركتين جغرافيا وإقليميا في سلاسل جبلية وغابات وجب تنسيق الجهود لحماية ثروتها من الضياع. وعن المشاركة التونسية في لقاء الجزائر للمنظمة العربية للتنمية الزراعية أكد أن المشاركين سيحاولون مناقشة كل المواضيع المتعلقة بالتعاون الفلاحي بين الدول العربية، مشيرا إلى ان هناك فعلا تكامل بين الدول العربية، من ناحية المقومات الوطنية ويجب اليوم الحديث عن الفرص الحقيقية للتعاون وتبادل التجارب والنجاحات، فالتغيرات الاقتصادية الكبرى التي يعرفها العالم تستوجب من الدول العربية أكثر من أي وقت مضى وضع اليد في اليد وتبادل نتائج البحوث، ودفع عجلة الاستثمار المشترك والتعاون في مجال المياه، لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتأمين الفاتورة الغذائية.وعن جديد دورة الجزائر يقول السيد عبد السلام منصور أن هناك نية للمشاركين للخروج بمجموعة من الأفكار الواضحة التي ستترجم على ارض الواقع من خلال خلق استثمارات عربية مشتركة، في مجالات البحوث الفلاحية عن أصناف جديدة لبذور الحبوب تتماشى والتغيرات المناخية لحوض البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى تنسيق الجهود للنهوض بتربية الحيوانات ومكافحة الأمراض المتنقلة عبرها من خلال تبادل المعلومات والتجارب، وهي الإجراءات التي تسمح للدول العربية التي تملك مقومات الاكتفاء الذاتي بضمان الاكتفاء الذاتي بضمان ذلك في المواد الغذائية لأنه قضية سيادة وطنية.