كانت "الجاحظية" زوال أول أمس في موعد مع الدكتور مخلوف بوكروح لتقييم "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" عام 2007 في الجانب المسرحي وكانت محاضرته تحت عنوان "المسرح في سنة الجزائر عاصمة الثقافة العربية"·استعرض الأستاذ مخلوف بوكروح فكرة إنشاء المدن الثقافية، حيث زرعت هذه البذرة في منتصف الثمانينيات من طرف وزيرة الثقافة اليونانية اقترحت خلالها تنظيم لقاء سنوي لمدينة ثقافية أوروبية، ثم تغيرت التسمية لتصبح عاصمة· كما تم التخطيط من سنة 2000 إلى 2019 لاختيار مدينتين أوروبيتين لكل سنة·أما فيما يخص فكرة إنشاء العواصم الثقافية العربية قد ظهرت في سنة 1995 خلال اجتماع لجنة دولية من أجل تقديم مشروع العواصم العربية الذي تبنته الجامعة العربية وأعلنت القاهرة سنة 1996 عاصمة للثقافة العربية· وعن "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" أكد السيد بوكروح أنه سنة 2000 اقترحت الجزائر لأن تكون عاصمة للثقافة العربية لسنة 2007، إلا أن التحضير رغم هذه المساحة الكبيرة من الزمن لم يعد له أي تحضير وفي الأشهر الأخيرة من سنة 2006 بدأ الحديث عن عاصمة الثقافة العربية، وعين محافظ للمهرجان أحد الوزراء دون أن يعلم ولما أخبروه قال كيف تنصبوني محافظا دون علمي ورفض تسلم المهمة، ومن ثم عين السيد بشيشي ومن بعده كمال بوشام وهكذا كانت التحضيرات من بين المعوقات التي واجهت الجزائر عاصمة الثقافة العربية· واعترف السيد بوكروح أنه من الصعب إجراء تقييم موضوعي لهذه التظاهرة، لأن العمل الثقافي لا يخضع لضوابط معقولة ولإدارة ثقافية، بل نجده مرتبطا بالإرتجال والمناسبات، ولهذا يأتي التقييم في شكل حصيلة لأرقام وهناك مستويات عديدة للتقييم، ويتساءل بوكروح ماذا نريد من التقييم؟"، هل هناك كفاءة، أدارت المشروع؟"· وأضاف بوكروح أن هناك تقييم داخلي وخارجي، واعترف في نفس الوقت أنه من الصعب التقييم لعدم توفر المعلومات الكافية لإجراء تقييم موضوعي لهذه التظاهرة·كما تساءل المحاضر عن الأثر الإيجابي الذي تركته هذه التظاهرة في المواطن العاصمي، وهل أعطت التظاهرة دفعا قويا للثقافة وللمستقبل· أما عن المسرح فقد أكد السيد بوكروح أنه تم إنتاج 47 عملا مسرحيا لكن ما قيمة هذه الأعمال المسرحية، هناك عروض جديدة من ناحية الكم 760عرضا ل275 ألف متفرج موزعة على 45 ولاية، ومعدل العروض لكل مسرحية 16 عرضا، ويعد هذا الرقم هزيلا وقليلا جدا لأن المعدل العالمي لا ينبغي أن يقل عن 100عرض، 300 متفرج لكل عرض··· وساح الأستاذ بوخلوف في لغة الأرقام ليصل إلى نتيجة أن العروض والقاعات كانت قليلة أمام الحجم الكبير للمال الذي خصص للمسرح· أما الكلام عن المرافق والتكوين والتهيئة فقد دار خلال المناقشة من حيث النوعية والنصوص المقدمة والجمهور، وحتى مظهر"الجزائر عاصمة الثقافة" التي كانت تنام باكرا بمحلاتها التجارية ووسائل النقل وغيرها، كما دار الحديث حول الكتاب والمقاييس التي تمت من خلالها اختيار العناوين وكذا العناوين المعاد طبعها· المحاضرة كانت مبنية على أرقام وعملية جردية من ناحية المسرح وخلصت لنتيجة أن المال كثير والمردود قليل·