عبر الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز عن أسفه الشديد لعدم تجميد الاتحاد الأوروبي صفة ''الوضع المتقدم'' الممنوح للمغرب رغم تعارض نظام هذا البلد مع الشرعية الدولية بسبب إصراره على مواصلة احتلاله غير الشرعي للصحراء الغربية. وجاءت تصريحات الرئيس الصحراوي بعد اللقاء الذي جمعه أول أمس برامون لويس فال كالثيل رئيس مقاطعة مورسيا الاسبانية حيث عبر له عن أسفه ''على عدم تجميد الاتحاد الأوروبي حتى الآن لاتفاق منح الوضع المتقدم للمملكة المغربية رغم تعارض قيم الاتحاد مع احتلالها اللاشرعي للصحراء الغربية وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان الموثقة من قبل اكبر منظمات حقوق الإنسان الدولية والبرلمان الأوروبي''. ونبه الأمين العام لجبهة البوليزاريو إلى خطورة تأثر المواقف الأوروبية بالنظرة الفرنسية وقال ''أننا لا نجد مبررا على الإطلاق لكون تأثر الاتحاد بطرح الحكومة الفرنسية لا يتوقف عند هذا الحد بل يتغاضى عن اتفاقات اقتصادية مع المملكة المغربية تمثل بامتياز عمليات سرقة ونهب للثروات الطبيعية للصحراء الغربية وتتعارض مع نصوص القانون الدولي الخاصة بالبلدان التي على غرار بلادنا لا تزال تنتظر التمتع بحقها في تقرير المصير والاستقلال''. وعبر الرئيس عبد العزيز عن استغرابه ''لكون الاتحاد الأوروبي لا يزال يزود الحكومة المغربية بالأموال والمساعدات لتستخدمها في تمويل حربها الظالمة على الصحراء الغربية وتعزيز جدارها العسكري الذي يعد جريمة ضد الإنسانية يقسم الصحراء الغربية ومدجج بملايين الألغام المضادة للأفراد المحرمة دوليا وأحكام قبضة القمع والتنكيل وانتهاكات حقوق الصحراويين في الأراضي الصحراوية المحتلة وجنوب المغرب والجامعات المغربية ''. ولأن الأمين العام لجبهة البوليزاريو أبدى رغبة ملحة في ربط أفضل العلاقات بين المناطق الأوروبية وولايات الجمهورية الصحراوية فقد طالب رئيس مقاطعة مورسيا الاسبانية بجعل مؤسسة المناطق الأوروبية ومن عاصمة الاتحاد الأوروبي منبرا آخر وصوتا قويا جديدا للدفاع عن مبادئ الحرية والكرامة والعدالة وحقوق الإنسان وتقرير المصير للشعب الصحراوي انسجاما مع المبادئ والقيم التي تأسس عليها هذا الاتحاد. وفي هذا السياق أعرب الرئيس الصحراوي عن انشغال السلطات الصحراوية إزاء الوضعية الخطيرة التي يتخبط فيها أكثر من 50 معتقلا سياسيا صحراويا بالسجون المغربية. وقال ''إننا منشغلون بالأوضاع الخطيرة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربيةالمحتلة والممارسات المغربية وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان واعتقالاتها لأزيد من 50 سياسيا صحراويا لمجرد دفاعهم بطرق سلمية وحضارية عن ميثاق وقرارات الأممالمتحدة وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير''. وجدد الرئيس عبد العزيز دعوته لكي تنسجم مواقف الحكومة الاسبانية مع التعاطف والاحتضان اللذين تحظى بهما القضية الصحراوية على مستوى الأحزاب والقوى السياسية الاسبانية. وقال انه ينبغي ان ''تنعكس هذه الحقيقة المشرفة على موقف الحكومة الاسبانية حتى تتحمل كامل المسؤولية التاريخية والقانونية تجاه تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وتتبنى موقفا أكثر وضوحا وصرامة إلى جانب الشرعية الدولية ودعم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي وحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربيةالمحتلة''. تزامنا مع ذلك أكد السفير الصحراوي بنيجيريا أبي بشريا البشير أن ''نزاع تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية لا يؤثر على مستقبل السلم والاستقرار في شمال إفريقيا فحسب وإنما في القارة بكاملها''. وفي كلمة له أمام الجمع العام ال16 لأساتذة الجامعات النيجيرية المنعقد بمدينة ماكوردي عاصمة إقليم بينوي قال السفير الصحراوي أنه بفضل المنظمة القارية تمكنت الدول الإفريقية المستقلة من الحفاظ على علاقات جوار طيبة ومستقرة طيلة العقود الماضية ألا وهي قاعدة احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار''. وأكد أن ''نصرة القضية الصحراوية هي نصرة للقانون الدولي وتأمين مستقبلي على ميثاق الاتحاد الإفريقي من نزوات ''التوسع وطيش احتلال أراضي الغير''. وأشار الدبلوماسي الصحراوي إلى أن ''المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليزاريو فشلت إلى حد الساعة في تسوية النزاع بسبب غياب الإرادة السياسية للحل لدى الطرف المغربي وعدم التزامه بإطار وهدف المفاوضات'' الذي هو تقرير مصير الشعب الصحراوي وفق مبادئ ميثاق الأممالمتحدة.