تعرف ''غابة مدرسة'' الواقعة بالمخرج الشرقي لمدينة اعزازقة الواقعة على بعد حوالي 35 كلم عن مدينة تيزي وزو، توافد عدد كبير من العائلات والمتمدرسين يوميا، خاصة في نهاية الأسبوع. وتضم الغابة مختلف أنواع الاشجار والنباتات التي لا نجدها في اماكن أخرى، وحسب تصريح رئيس جمعية حماية البيئة، السيد بلملاط رشيد ل''المساء''، فإن مشروع خلق غابة مدرسة هي فكرته وتحققت بفضل مساعدة الاتحاد الأوروبي وتم انجاز هذه الحديقة على قطعة ارضية تقدر مساحتها ب 25 هكتارا، وكلف المشروع قيمة مالية تقدر ب 7 ملايين سنتيم. موضحا أن الحديقة التي تم انجازها بغابة تسمى آيت غبري على حافة الطريق الوطني رقم 12 المؤدي الى مدينة اعكورن، الغاية من إنشائها حماية البيئة بالدرجة الأولى، من خلال إعادة الاعتبار لبعض انواع النباتات التي هي في طور الزوال، كما أن الولاية تفتقر إلى حدائق بمعنى الكلمة وإن وجدت فإن الثروة الخضراء الموجودة بها محدودة وليست متنوعة، ثم إنها طريقة لتحسيس السكان بأخطار التلوث وضرورة حماية الثروة الغابية التي هي أساس تواجدنا، باعتبار الغابة رئة الحياة. وأشار السيد بلملاط إلى أن الحديقة أو ''غابة مدرسة'' كما تعرف لدى الكل، تستقطب أكثر وأكثر الزوار من العائلات والمتمدرسين الذي يتوافدون عليها لاكتشاف بعض أنواع النباتات منها غير المعروفة وأخرى نادرة والبعض الآخر في طريق الزوال، وحسب ما أكده المتحدث فإن الحديقة تسجل توافد أكثر من 3 آلاف شخص سنويا يلقون خلال فترة تجولهم بين أحضان الطبيعة الجميلة، عدة شروحات بشأن كيفية حماية ورعاية كل نبتة والشروط التي تتطلبها لضمان بقائها، هذا مع تحسيسهم بأهمية حمايتها على اعتبار أن حمايتها هو بمثابة حماية حياتهم المهددة بالتلوث. وتضم الحديقة حاليا، حسب نفس المصدر، أزيد من 6 آلاف نبتة من مختلف الأنواع، إضافة الى أصناف مختلفة من الأشجار، حيث تعد مكانا للبحث عن أنواع من النباتات من طرف طلبة جامعة مولود معمري وحتى من خارج الوطن وتحديدا من فرنسا. وتعمل جمعية حماية البيئة التي يترأسها السيد بلملاط بالتعاون مع المعهد الوطني للأبحاث الغابية على ضمان اختيار بعض انواع النباتات التي يتم غرسها من طرف التلاميذ، الجمعيات وحتى المواطنين. واغتنم المتحدث الفرصة ليشير إلى أن مدينة اعزازقة معروفة باحتوائها على مناظر طبيعية خلابة على رأسها غابة اعكورن، التي أخذت مؤخر وجها جميلا آخر مقارنة بما كانت عليه السنوات الماضية، لا سيما بعد الحرائق التي عرفتها سنة 2007 والتي حولتها إلى ارض قاحلة، حيث أكد أن الحياة بدأت تعود إلى هذه الغابة الجملية الساحرة، وخير دليل على ذلك عدد الزوار الذين يتوافدون عليها من مختلف ولايات الوطن خاصة منهم مستعملو الطريق الوطني رقم ,12 حيث لا يمكن لهم المرور بهذه الغابة دون التوقف للاستمتاع بين أحضانها في عطل نهاية الأسبوع وغيرها. موضحا أن الفضل في ذلك يعود إلى المجهودات المبذولة من طرف مديرية محافظة الغابات والجمعيات الناشطة في إطار حماية البيئة من خلال العناية التي حظيت بها والحملات التي تم تقوم بها من أجل تخليصها من كل ما هو مضر، وكذا غرس أشجار مختلفة، ما أعاد الحياة إلى هذا الفضاء الأخضر الجميل.