استغرب يحيى بوحبيني رئيس الهلال الأحمر الصحراوي المفاضلة التي تعتمدها منظمة الأممالمتحدة المكلفة بالشؤون الاجتماعية في تخصيص ميزانية بمبلغ 54 مليون دولار سنويا للتكفل بحوالي 230 موظفا في بعثة ''المينورسو'' المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار ولكنها لا تخصص سوى 30 مليون دولار لإسعاف 230 ألف لاجئ صحراوي. وشدد بوحبيني خلال لقاء جمعه بوفد رابطة الشباب والطلاب بجمعية الأخوة اليمنية الجزائرية الذي يواصل زيارته إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين على ضرورة التفاتة هيئة الأممالمتحدة ومنظمات المجتمع المدني إلى المعاناة التي يعيشها الصحراويون منذ قرابة أربعة عقود بسبب الاحتلال المغربي والذين أرغموا على النزوح فرارا من القمع والاحتلال بحثا عن حياة كريمة. ونفى المتحدث كل الإشاعات التي تحاول الدعاية المغربية ترويجها والزعم أن المخيمات الصحراوية تعرف فوضى وحالة من اللاأمن وتهريب للمساعدات الإنسانية الدولية وقال أن المخيمات تعرف تنظيما محكما عكس الصورة التي يحاول المغرب الترويج لها وتشويه صورة الصحراويين أمام الرأي العام الدولي. ولتأكيد طرحه قال بوحبيني أن المخيمات الصحراوية تشهد سنويا زيارة ما بين سبعة إلى عشرة آلاف أجنبي من المتعاطفين والداعمين وممثلي مختلف المنظمات الإنسانية الدولية وممثلي المجتمعات المدنية من مختلف دول العالم والذين بإمكانهم أن يشهدوا جميعهم انه لم يتم تسجيل أي حالة عنف لفظي أو جسدي داخل المخيمات منذ إقامتها وأكد أن المخيمات تسير بطريقة منتظمة باعتراف مؤسسات دولية. وقال ان المساعدات الدولية يتم توزيعها شهريا وبشكل منتظم من قبل خلية لتسيير المساعدات تضم ممثلين عن الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والوكالة الاسبانية للتعاون الدولي للتنمية بالإضافة إلى ممثلين عن الهلالين الصحراوي والجزائري. واتهم بوحبيني السلطات المغربية بمحاولة إفراغ القضية الصحراوية من جوهرها كقضية تصفية استعمار وتحرر ومحاولة حصرها على أساس أنها قضية إنسانية وفي عملية توزيع المساعدات الدولية فقط. وقال لدحض المزاعم المغربية انه تم تنظيم أكثر من 120 زيارة لوفود دولية لمتابعة توزيع المساعدات بهدف تكذيب الادعاءات المغربية الساعية إلى شن حملة من اجل إقناع الدول المانحة بوقف مساعداتها لقتل اللاجئين الصحراويين. وأشار رئيس الهلال الأحمر الصحراوي أن الأصل في إقامة مخيمات اللاجئين أنها ستكون لمرحلة مؤقتة في انتظار حل دائم يمكن آلاف الصحراويين من العودة إلى أراضيهم المحررة إلا أن الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية لا تزال تتعامل مع هذا الوضع ''المؤقت'' منذ 35 سنة. وقام الوفد الطلابي الشباني اليمني أمس بزيارة لمقر الهلال الأحمر الصحراوي حيث تلقى شروحات مستفيضة عن سير هذه الهيئة حيث أبدى أعضاء الوفد اليمني بالتنظيم المحكم لهذه المؤسسة والخبرات التي تراكمت عند المشرفين عليها على مدى أكثر من ثلاثة عقود من المعاناة رغم قلة الإمكانيات. وكان الوفد اليمني قام أول أمس بزيارة الجدار العازل الذي يقسم الأراضي الصحراوية والذي أقامه الاحتلال المغربي وزرع فيه ملايين الألغام التي حصدت ألاف الضحايا وخطرها لا يزال قائما إلى حد الآن. كما التقى الوفد بالأمين العام لوزارة الشباب والرياضة الصحراوية الذي تحدث لهم عن أهمية الرياضة في التعرف بالقضية الصحراوية كاشفا عن وضع القاعدة الأولى لتأسيس فريق وطني صحراوي لكرة القدم. مبعوثة ''المساء'' إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين: دليلة مالك